أدانت منظمة صحفيات بلا قيود اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين اللبنانيين. وقالت المنظمة بأن الاعتداءات السافرة التي وقعت الأحد 26 يناير/ كانون الثاني 2025 ومنع سكان البلدات الجنوبية في لبنان من العودة إلى ديارهم، يكشف عن إصرار الجيش الإسرائيلي على ممارسة العقاب الجماعي بحق المدنيين وخرق اتفاقية وقف إطلاق النار التي دخلت حيز التنفيذ في27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بين حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وحددت الاتفاقية 60 يوماً لانسحاب جيش الاحتلال من جنوب لبنان والسماح لسكان البلدات الجنوبية بالعودة إلى ديارهم، وانتهت المهلة أمس الأحد 26 كانون الثاني/ يناير الجاري.
وأفادت الحكومة اللبنانية، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلق النار تجاه سكان البلدات الجنوبية ومنعتهم من العودة إلى ديارهم، وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان نشرته اليوم على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، عن ارتفاع عدد ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية إلى 24 شخصاً، من بينهم 6 نساء، وإصابة 134 شخصا من بينهم 14 امرأة و12 طفلا.
وقالت صحفيات بلا قيود بأن عدم محاسبة إسرائيل على الاعتداءات السابقة والتغاضي عن خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان طوال 60 يوماً، جعل جيش الاحتلال يتمادى في ارتكاب الانتهاكات بحق المدنيين والأعيان المدنية، وأشارت المنظمة إلى إن استهداف المدنيين بعد انتهاء المهلة التي حددتها اتفاقية إطلاق النار، يفضح نهج إسرائيل المتمثل في انتهاك القانون الدولي الإنساني وخرق الاتفاقيات.
استهداف الصحفيين
وفي سياق الاعتداءات؛ أطلق الجيش الإسرائيلي النار تجاه خمسة صحفيين لبنانيين كانوا يؤدون عملهم الصحفي بتغطية عودة السكان إلى البلدات الحدودية.
وذكرت جويل مارون، مراسلة قناة روسيا اليوم، بأن جيش الاحتلال أطلق النار تجاه طاقم القناة عدة مرات، وقالت جويل في تصريح مصور نشره حساب قناة RT، على منصة إكس بأنها نجت بأعجوبة، بعد استهداف برصاص قناصة إسرائيلية عدة مرات عند مدخل بلدة كفركلا، وأصيب شخصاً كان بجوارها.
وفي بلدة ميس الجبل، أطلق جيش الاحتلال النار مرتين تجاه مراسل قناة NBN حسن فقيه، والمصور رضوان حرب. وقال فقيه: «توجّهنا إلى بلدة ميس الجبل لتغطية عودة الأهالي إلى البلدة، إلا أن جيش الاحتلال أطلق الرصاص الحيّ باتجاهنا مرّتين، الحمدلله نحن نجونا لكن كانت هناك إصابات في صفوف المواطنين».
من جهتها أفادت قناة RT الروسية، بأن طاقمها تعرض لإطلاق نار من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بلدة مارون الراس، ما أسفر عن إصابة مهندس الإرسال حسين خليل بشظايا، ونجاة المراسل حسين عيان.
وخلال الاعتداء على لبنان، قبل أشهر قتل جيش الاحتلال 6 صحفيين وأصيب آخرون في هجمات مباشرة ومتعمدة على الطواقم الصحفية.
وعبرت صحفيات بلا قيود عن خشيتها من أن تكرر إسرائيل نموذج غزة الذي تجسد بارتكاب أعمال الإبادة الجماعية وتصفية الشهود حيث قتل ما يزيد عن 200 صحفي. ووصفت المنظمة، استهداف الطواقم الصحفية خلال تغطية الأحداث وهم يرتدون السترات والعلامات التي تشير إلى عملهم في الصحافة، بالجرائم المشينة التي تحدث أمام مرأى العالم.
الحماية والمحاسبة بموجب القانون الدولي
وتوجه «صحفيات بلا قيود» دعوتها إلى المنظمات الأممية والمؤسسات الدولية التي تعمل في مجال حقوق الإنسان، لاتخاذ إجراءات مؤثرة توقف الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين اللبنانيين.
ويمنح القانون الدولي الإنساني، الحماية للمدنيين والأعيان المدنية أثناء النزاع المسلح، كما يمنح الحماية للصحفيين والصحفيات بصفتهم المدنية، ولا يعتبر وجودهم في مناطق الصراع ذريعة لاستهدافهم حسبما تؤكده المادة 79 من البروتوكول الأول الملحق باتفاقيات جنيف الأربع.
وتنص اتفاقيات جنيف، وخاصة البروتوكول الإضافي الأول (المادة 79)، على حماية الصحفيين خلال النزاع المسلح، بينما يفرض العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية (المادة 19) حماية حق الصحفيين في التعبير.
ودعت منظمة صحفيات بلا قيود، المجتمع الدولي بالضغط المؤثر على إسرائيل لضمان توفير الحماية القانونية للمدنيين والالتزام ببنود اتفاقية وقف إطلاق النار، والسماح للسكان بالعودة إلى بلداتهم، وتعويضهم المادي والمعنوي عن الخسائر التي تعرضوا لها بسبب الهجمات الإسرائيلية.
وطالبت صحفيات بلا قيود، بسرعة التحقيق في الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها قوات الاحتلال، سواء بحق المدنيين أو الأعيان المدنية أو الصحفيين، وتحديد المسؤولين عن هذه الانتهاكات والمتورطين فيها، وتقديمهم إلى العدالة.