الأخبار

أربع هجمات في أسبوع: جيش الاحتلال يواصل قتل الصحفيين في غزة

أربع هجمات في أسبوع: جيش الاحتلال يواصل قتل الصحفيين في غزة

أدانت منظمة صحفيات بلا قيود، الهجوم الممنهج الذي شنته آليات الاحتلال الإسرائيلي، على مجموعة من الصحافيين الفلسطينيين، فجر الاثنين 7 نيسان/إبريل الجاري، والذي أسفر عن مقتل وإصابة عشرة صحافيين، ضمن أعمال الإبادة الجماعية التي استأنفتها قوات الاحتلال في قطاع غزة في 18 آذار/مارس الماضي.

وقالت صحفيات بلا قيود، بأن جريمة الاستهداف تأتي ضمن جرائم أخرى مكررة، تستهدف المدنيين والعاملين في المجال الإنساني والإعلامي، مثل المسعفين وطواقم الدفاع المدني والصحافيين، وهم من الفئات الذين يوفر لهم القانون الدولي الحماية بصفتهم المدنية، إضافة إلى الميزات الأخرى التي تحظر استهدافهم أثناء النزاعات المسلحة مع وجود ما يشير إلى عملهم بوضوح.

شن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارة جوية، فجر الاثنين، على خيمة للصحافيين، أمام مستشفى ناصر بخان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى لمقتل المصور الصحافي حلمي الفقعاوي، وشاب يدعى يوسف الخزندار، وإصابة تسعة صحافيين، هم: أحمد منصور، وحسن إصليح، أحمد الأغا، محمد فايق، عبد الله العطار، إيهاب البرديني، ومحمود عوض، وماجد قديح، وعلي إصليح. وأظهر مقطع فيديو، تداوله ناشطون، اشتعال النار في جسد الصحفي أحمد منصور لحظة القصف.

وقالت صحفيات بلا قيود، بأنه من العار على المجتمع الدولي أن يقف متفرجاً أمام استمرار هذه الجرائم التي تكشف بوضوح عن سحق متعمد للإنسان وحقوقه في قطاع غزة، كما تبين عن تدمير متعمد للفلسطينيين أرضاً وإنساناً. 

هجمات على الصحفيين في خانيونس
ولفتت صحفيات بلا قيود، إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، كثفت منذ، مطلع نيسان/إبريل الجاري، هجماتها على الصحفيين في خانيونس جنوب غزة، مع تكثيف القصف على المدنيين وتدمير المنشآت المدنية في أنحاء قطاع غزة، بالتزامن مع توغل بري تدريجياً في مناطق مختلفة.

 وثقت صحفيات بلا قيود، أربع هجمات، على الأقل، استهدفت الصحفيين خلال أسبوع. إلى جوار قصف خيمة الصحفيين فجر اليوم الاثنين 7 مارس، رصدت بلا قيود مقتل صحفية مع ابنها في قصف إسرائيلي، وفي جريمة أخرى مقتل صحفي مع عائلته المكونة من زوجته وأطفالهم الثلاثة، إضافة إلى وفاة صحفية تحت تأثير الصدمة.

السبت 5 إبريل: قتل آليات الاحتلال الصحافية الفلسطينية إسلام مقداد، 29 عاماً، وطفلها آدم، إثر قصف قوات لمنزل في حي الأمل في خان يونس. كانت إسلام في انتظار عودة طفلتها، التي أصيب في قصف إسرائيلي سابق، وتخضع للعلاج في جمهورية مصر العربية. وتركت إسلام مقداد رسالة أخيرة نشرتها في حسابها على انستغرام: «اسمي إسلام، وعمري 29 وهذا شكلي في الصورة الشخصية وأكثر ما يخيفني هو ذكر موتي في استهداف من العدو، كرقم. أنا لست فتاة عادية ولا رقما.. استغرقت 29 عاماً من عمري لأصبح كما ترون؛ لي بيت، وأطفال، وعائلة، وأصدقاء، وذاكرة، والكثير من الألم، أنا لست رقماً»

وكانت قوات الاحتلال، قد قتلت الصحفي في إذاعة صوت الأقصى، محمد البردويل وزوجته وأطفالهما الثلاثة، بعد أن قصفت طائرة حربية، منزلهم في الحي الإماراتي غرب خانيونس أيضاً، يوم الثلاثاء 1 نيسان/ إبريل.

 وفي اليوم نفسه، رحلت الصحفية والمعلقة الصوتية هيا مرتجى المعروفة لدى الفلسطينيين لارتباط صوتها ببرامج الأطفال. كانت هيا  التي تبلغ من العمر 26 عاماً، تقدم محتوى تعليمي على قناة الأونروا، كما لديها قناة خاصة على مواقع الانترنت، جعلها معروفة لكل العائلات الفلسطينية.

 وقالت صحفيات بلا قيود بأن رحيل الصحفية الشابة، وهي أم لطفلتين هما شام ومريم، يكشف عن حجم الضرر المعنوي الذي الحقته قوات الاحتلال الإسرائيلي، بالمدنيين في قطاع غزة والضغط الذي يواجهونه. فعندما استأنفت قوات الاحتلال أعمال الإبادة في 18 مارس، توقف قلب الصحفية من هول القصف الذي أودى إلى مقتل أكثر 438 مدنياً أغلبهم من النساء والأطفال في لحظات. نُقلت الصحفية إلى المستشفى نتيجة توقف قلبها من الخوف، وفي الأول من نيسان/إبريل، رحلت هيا مرتجى.

جرائم متعمدة
وارتفع عدد الصحفيين الذين قتلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى 210 صحفيًا وصحفية وعاملا في مجال الإعلام، وبينت صحفيات بلا قيود، بأن هذا العدد يكشف عن واحدة من أكبر المجازر التي تعرض لها الصحفيون في الحروب المعاصرة، إذ فاق عدد الصحفيون الذين قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة، عدد الصحفيين الذين قتلوا في أكثر من حرب حول العالم، بما في ذلك الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام وحروب أخرى مجتمعة.

وتكشف حوادث استهداف الصحفيين في قطاع غزة، من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، أنها جرائم متعمدة. فغالباً ما كان استهداف الصحفيين وهم يقومون بواجبهم المهني ويرتدون الأزياء التي تشير إلى عملهم الصحفي بوضوح. وفي حالات أخرى تم قصف المنازل والشقق السكنية مع علم قوات الاحتلال، أو يفترض بها أنها تعلم، بأن من يسكنها مدنيون ومن بينهم صحفيون.

وكانت منظمة صحفيات بلا قيود، قد أصدرت تقريراً بعنوان "عام إبادة الصحفيين في غزة" في أكتوبر 2024، بعد مرور سنة على حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وقالت توكل كرمان رئيسة المنظمة «إنه لأمرٌ مفزع أن يقُتل الصحفي وتباد عائلته بسبب قيامه بعمله الصحفي، إن استهداف الصحفيين والصحفيات أثناء تأدية عملهم لم تكن حوادث فردية ولا صدفا، بل كانت عمليات ممنهجة، ومدروسة بعناية، وتمثل تصاعدًا مقلقًا في سياسة إسكات الأصوات الحرة ومنع نقل الحقيقة».

مبررات ملفقة

وحذرت صحفيات بلا قيود، من التماهي مع المبررات التي تلفقها الدوائر الرسمية في سلطات الاحتلال، للجرائم الفظيعة التي ترتكبها قواتها في قطاع غزة. وقالت إن جميع الحجج التي قدمتها قوات الاحتلال، من قبل واهنة وغير مقبولة، ولا تتسق مع القانون الدولي إطلاقاً، إضافة إلى تعمدها تزييف الحقائق إثر كل جريمة تأخذ صدى في وسائل الإعلام العالمية، كما حدث إثر الجريمة الفظيعة بمحاصرة تسعة مسعفين وخمسة من أفراد الدفاع المدني وقتلهم في 23 مارس الماضي، ومنع فرق الإنقاذ من البحث عنهم لمدة أسبوع.

وزعمت بيانات قوات الاحتلال وتصريحات مسؤولين بارزين في حكومة بنيامين نتنياهو بينهم وزير الخارجية، إلى أنهم استهدفوا إرهابيين كان يقودون مركبات مشبوهة تقدمت بريبة نحو قوات الاحتلال ولم يكن هناك ما يشير إلى طبيعة عملهم، قبل أن تنشر نيويورك تايمز، مقطع الفيديو الذي وثقه أحد المسعفين بهاتفه قبل مقتله، ليكشف زيف الرواية الإسرائيلية، إذ كانت المركبات تؤشر بطبيعة عملها كما كان المنقذين يرتدون ألبسة لماعة تشير إلى عملهم بوضوح.

وعبرت صحفيات بلا قيود، عن بالغ أسفها لأقارب جميع الضحايا، وحذرت من تصاعد أعمال الإبادة بحق المدنيين عامة، واستهداف مقدمي الخدمات الإنسانية مثل المسعفين والمنقذين، وكذا الصحافيين الذين يزودون العالم الخارجي بالمعلومات ويكشفون الحقائق الفظيعة بشجاعة. 

ضمان الحماية

ونوهت صحفيات بلا قيود، إلى المادة 79 من البروتوكول الأول الملحق باتفاقيات جنيف الأربع، التي تؤكد على أن وجود الصحفيين في مناطق النزاع المسلح لا يعتبر ذريعة لاستهدافهم.
وتنص المادة 8 من الاتفاقية الدولية الخاصة بسلامة الصحفيين والمهنيين الإعلاميين، على حماية الصحفيين كمدنيين أثناء النزاع المسلح، وضمان حمايتهم واحترامهم.
ودعت صحفيات بلا قيود إلى ضغط دولي جدي وتدخل عاجل لوقف أعمال الإبادة ومنع استمرارها، وضمان حماية الصحفيين، وسرعة فتح تحقيق دولي بالجرائم التي يتعرضون لها منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.

وطالبت صحفيات بلا قيود من المجتمع الدولي والمنظمات الأممية والحقوقية، الاضطلاع بمسؤوليتها التاريخية لمحاسبة المسؤولين والمتورطين عن ارتكاب أعمال الإبادة والجرائم الصارخة التي تنتهك لقانون الدولي الإنساني، وحرية الصحافة، وجددت تأكيدها بأن إفلات قادة إسرائيل من العقاب على قتل الصحفيين، جعل حساسيتهم تجاه هذه الجرائم معدوماً، وقالت بأن ضمان تقديم المسؤولين والمتورطين بارتكاب الانتهاكات، خطوة أساسية لإيقاف الجرائم. 

 صادر عن منظمة صحفيات بلاقيود

7 أبريل 2025

 

 

Image