غزة: وفاة 87 طفلًا جوعًا وإسرائيل تختطف سفينة إغاثية تحمل حليبًا للأطفال

أدانت منظمة «صحفيات بلا قيود» بشدة الهجوم الذي نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي على السفينة الإغاثية حنظلة، السبت الموافق 26 تموز/يوليو الجاري، أثناء وجودها في المياه الدولية قبالة سواحل قطاع غزة.

واختطفت إسرائيل السفينة الإغاثية التي كانت تحمل حليب أطفال وبعض المساعدات الإنسانية، في الوقت الذي دخل فيه سكان غزة، مرحلة الموت جوعاً، بسبب سياسة التجويع التي تفرضها سلطات الاحتلال الاسرائيلي على الفلسطينيين، حيث ارتفع عدد الأطفال الذين ماتوا جوعاً إلى 87 طفلاً. 
وأكدت المنظمة أن اعتراض السفينة وخطف النشطاء والصحفيين على متنها يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، ويأتي ضمن سياسة ممنهجة تعتمدها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى أكثر من مليوني مدني محاصرين في قطاع غزة، يتعرضون لأعمال إبادة جماعية منذ 22 شهرًا.
وأظهرت مقاطع مصوّرة وصور متداولة اقتحام جنود إسرائيليين للسفينة حنظلة، التي كانت تقل 21 ناشطًا وصحفيًا من 12 دولة، أبحروا من إيطاليا قبل أسبوع في محاولة رمزية لكسر الحصار. وبحسب اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، فقد كانت السفينة تحمل شحنة من المواد الإغاثية تشمل حليب الأطفال، الحفاضات، المواد الغذائية، والأدوية، وجميعها مخصصة للتوزيع المباشر على السكان، في ظل انهيار الخدمات الأساسية واستفحال المجاعة.
واعتبرت منظمة «صحفيات بلا قيود» أن عملية اختطاف السفينة وما عليها من نشطاء وصحفيين تشكّل جريمة مزدوجة، تنتهك أحكام اتفاقية جنيف لعام 1949، وكذلك اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982، واللتين تضمنان حرية الملاحة في المياه الدولية وحق السفن الإنسانية في المرور الآمن.
ولفتت المنظمة إلى أن هذه ليست الحادثة الأولى من نوعها، إذ سبق أن اعترضت سلطات الاحتلال خلال الأشهر الثلاثة الماضية ثلاث سفن تابعة لأسطول الحرية، بينها السفينة مادلين التي تم اختطافها فجر الإثنين 9 يونيو/حزيران الماضي، واعتقال النشطاء والصحفيين الذين كانوا على متنها، وذلك بعد إلقاء مادة بيضاء غير معروفة على السفينة، ومحاصرتها بطائرات "كوادكوبتر" أطلقت أصواتًا مرعبة للتشويش والترهيب، قبل أن تتقدم زوارق الكوماندوز البحري للسيطرة عليها وقطع الاتصال عنها بالكامل.
كما استذكرت المنظمة الهجوم الإسرائيلي العنيف على السفينة كونشياس – الضمير العالمي بتاريخ 2 مايو/أيار الماضي، والذي أدى إلى اندلاع حريق كبير في هيكل السفينة التي كانت تحمل نشطاء وحقوقيين من 21 دولة.
وأوضحت «صحفيات بلا قيود» أن هذه الانتهاكات تجري في سياق متصل من الجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال في قطاع غزة، سواء عبر الهجمات المباشرة أو من خلال سياسات التجويع والترويع الجماعي.
وبحسب التقرير اليومي لوزارة الصحة في قطاع غزة، الأحد 27 يوليو الجاري، فقد سُجلت 6 وفيات جديد، خلال الأربع والعشرين الماضية جراء المجاعة وسوء التغذية، ليصل إجمالي الوفيات بسبب الجوع إلى 133 حالة، بينهم 87 طفلًا، بالتزامن مع استمرار المجازر، ومن بينها مجازر الطحين، إذ وثّقت المستشفيات وصول جثامين 88 شهيدًا خلال الفترة ذاتها، بينهم 11 مدنيًا قتلوا أثناء انتظارهم للحصول على المساعدات، ليرتفع عدد شهداء "لقمة العيش" الذين قتلتهم اسرائيل منذ 27 مايو/أيار الماضي إلى 1,132 شهيدًا.
أما إجمالي عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 فقد بلغ، وفق بيانات وزارة الصحة، 59,821 شهيدًا من الذين وصلت جثامينهم إلى المستشفيات، مع استمرار تعذر الوصول إلى آلاف الضحايا العالقين تحت الأنقاض وفي الشوارع بسبب القصف المتواصل وتعطّل فرق الإنقاذ والدفاع المدني.
وطالبت منظمة "صحفيات بلا قيود" المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومحكمة العدل الدولية، بتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية تجاه الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها إسرائيل، ومنها أعمال الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون، والانتهاكات التي يتعرض له النشطاء والصحفيون أثناء أداء مهامهم الإنسانية والإعلامية.

وتدعو صحفيات بلا قيود إلى الآتي:
ـ الإفراج الفوري وغير المشروط، عن جميع المحتجزين الذين تم اختطافهم من السفينة "حنظلة" خلال الرحلة الإنسانية، وتوفير الحماية القانونية لهم كمدنيين ونشطاء وصحفيين.
ـ فتح تحقيق دولي عاجل، في جريمة الاعتداء على السفينة حنظلة والنشطاء والصحفيين على متنها، باعتبارها انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقية قانون البحار.
ـ ضمان حرية الملاحة الإنسانية إلى قطاع غزة، وإزالة العراقيل التي تضعها إسرائيل أمام تدفق المساعدات، بما في ذلك السماح بمرور القوافل والسفن وفقاً للمعايير الدولية.ـ
ـ الضغط الفاعل على سلطات الاحتلال، للسماح للصحافة الدولية والمراسلين الأجانب، بالدخول إلى غزة فوراً، ودون قيد أو شرط.