الأخبار

سوريا: صحفيات بلا قيود تُحذر من الانتهاكات الانتقامية والتصعيد الإسرائيلي

سوريا: صحفيات بلا قيود تُحذر من الانتهاكات الانتقامية والتصعيد الإسرائيلي

عبرت منظمة صحفيات بلا قيود عن قلقها البالغ، من الانتهاكات المتصاعدة ذات الطابع الانتقامي التي تشهدها محافظة السويداء جنوب سوريا.

وبحسب وكالة الأنباء السورية (سانا) الخميس 17 يوليو الجاري، فإن مجموعات خارجة عن القانون، ارتكبت مجازر بحق مدنيين من عشائر البدو في أحياء المدينة السورية وريفها، أسفرت عن مقتل وإصابة أعداد كبيرة من أبناء البدو، من بينهم أطفالاً ونساء.
وقالت صحفيات بلا قيود، إن الأحداث الأخيرة، تكشف عن ضرورة احتكام جميع المكونات إلى القانون، وأشارت المنظمة إلى إن الحكومة الانتقالية السورية هي الجهة المخولة بفرض سيادة الدولة على كامل الأراضي السورية، وضمان حماية جميع المواطنين من مختلف الأطياف والطوائف، بمن فيهم أبناء الطائفة الدرزية.
وتشير المعلومات الواردة من محافظة السويداء، عن تعرض المنازل التي يمتلكها عشائر البدو في أحياء مثل حي المقوس شرقي المدينة،  للحرق، ما أدى إلى نزوح أكثر من 500 عائلة، بينما يحاصر المسلحون أكثر من 2000 مدني من البدو في بلدة شهبا، بعد انسحاب قوات الجيش والأمن من المحافظة السورية بموجب اتفاق بين الحكومة ووجهاء من الطائفة الدرزية. 

ذرائع غير مقبولة
وكانت المحافظة، ذات الغالبية الدرزية، قد شهدت في الأيام الماضية، اشتباكات عنيفة بين مسلحين دروز وعشائر بدوية، إثر سلسلة من عمليات الخطف، أعقبتها محاولة من الحكومة الانتقالية لبسط سيطرتها على المحافظة،  قبل أن تتدخل قوات الاحتلال الإسرائيلي تدخلاً سافراً للحيلولة دون بسط أجهزة الأمن السورية سيطرتها على المحافظة.
وخلال الأيام الثلاثة الماضية، قُتل وأُصيب أكثر من 350 مدنياً في مدينة السويداء وريفها نتيجة الاشتباكات بين قوات الأمن وعشائر درزية، بالتزامن مع هجمات نفذتها قوات الاحتلال الاسرائيلي بذريعة "حماية الدروز"، وهي ذرائع وصفتها صحفيات بلا قيود بأنها "غير مقبولة وتنتهك القانون الدولي".
وأكدت المنظمة أن محاولة سلطات الاحتلال الإسرائيلي تبرير تدخلها العسكري في سوريا تحت غطاء حماية
«الأقلية الدرزية» ـ حسب وصف قادة الاحتلال ـ هي محاولة مكشوفة وغير أخلاقية، خاصة في ظل ارتكابها إبادة جماعية ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وبينت صحفيات بلا قيود أن الحرص الإسرائيلي المزعوم على الطائفة الدرزية لا يعدو كونه غطاءً لتأجيج الصراعات الداخلية وحرصاً على تحقيق أهداف نتنياهو بتوسيع العنف في الشرق الأوسط.
ولفتت المنظمة إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية ليست طارئة أو مرتبطة فقط بالأحداث الأخيرة في السويداء، إذ سبقت هذه الهجمات هجمات مماثلة في دمشق ودرعا والقنطيرة، وعمليات توغل بري واقتحام للأراضي السورية، في عمليات مفاجئة تبث الرعب بين المواطنين السوريين وترافقها انتهاكات مختلفة من القتل والاعتقال والاحتجاز التعسفي، واقتحام المنازل وهدمها.
الجدير ذكره أن "دار طائفة الموحدين الدروز" في سوريا، كانت قد أعلنت، الأربعاء، التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية، ينص على دمج محافظة السويداء بالكامل ضمن مؤسسات الدولة، والعمل على ضمان جميع حقوق المواطنين.
وبحسب بيان صادر عن طائفة الموحدين، فقد تضمن الاتفاق انسحاب الجيش السوري والعودة إلى ثكناته، وتفعيل الأمن الداخلي عبر أبناء المحافظة، وتنظيم السلاح بالتعاون مع وزارتي الداخلية والدفاع بما يضمن إنهاء مظاهر السلاح خارج الدولة.

تحريض وتدخل مباشر
ورصدت صحفيات بلا قيود تصريحات خطيرة رددها قادة الاحتلال تعمق الانقسام السوري وتنفخ نار الفتنة بين السوريين، وتكشف التصريحات التي يرددها القادة الإسرائيليون ومن بينها تصريحات نتنياهو المطلوب لمحكمة العدل الدولية، إلى أي مدى من التبجح في الانتهاكات وصل إليه قادة الاحتلال وعدم احترامهم لسيادة الدول.
وقال رئيس حكومة الاحتلال إن الجيش الإسرائيلي يعمل لإنقاذ الدروز والقضاء على أجهزة النظام السوري، وفي تصريح مرئي الخميس 17 يوليو الجاري قال أيضا إن العمل العسكري المكثف في الداخل السوري يهدف إلى نزع السلاح من المنطقة الواقعة جنوب دمشق أولاً وحماية الدروز السوريين.
ولم يتوقف الإسرائيليون من التحريض على الدولة السورية واستغلال  أزمة السويداء لتكثيف هجماتهم المباشرة في الأراضي السورية، وكما أشار وزير الدفاع في حكومة نتنياهو بأن جيش الدفاع 
«الاحتلال الاسرائيلي» سيواصل عملياته بقوة داخل الأراضي «السورية» للقضاء على القوات «السورية» التي دخلت إلى المحافظة «السورية» لفرض مؤسسات الدولة فيها. وقال كاتس: «إخواننا الدروز في إسرائيل يمكنكم الاعتماد على جيشنا لحماية إخوانكم في سوريا».
من جهته قال رئيس أركان جيش الاحتلال، أنه أوعز بتعزيز الرصد والهجوم لزيادة وتيرة الغارات ووقف الاعتداءات على الدروز، بينما قال وزير الخارجية في حكومة نتنياهو أن النظام السوري يمارس أعمالا عدائية ضد الأقليات، ومصرون على منع المساس بالطائفة الدرزية في سوريا.
وأكدت صحفيات بلا قيود أن الغارات والتوغلات الإسرائيلية في سوريا تنتهك بشكل صارخ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ولا سيما المادة الثانية التي تحظر استخدام القوة ضد سيادة أي دولة. كما تشكل هذه الهجمات خرقاً واضحاً لاتفاقيات جنيف الأربع.

في ضوء هذه الأحداث، منظمة صحفيات بلا قيود تطالب بالآتي:
*على الحكومة السورية سرعة فتح تحقيقات مستقلة وشاملة في جميع الانتهاكات التي تقوض الاستقرار المجتمعي، والعمل على إنصاف الضحايا بمختلف انتماءاتهم.

*محاسبة مرتكبي الانتهاكات وضمان تقديم جميع المتورطين ـ بغض النظر عن انتماءاتهم ـ إلى العدالة، بمن في ذلك المتورطين بإشعال الفتنة بين مكونات المجتمع السوري والمشاركين بتأجيج الصراع.

*تكثيف الجهود المحلية والدولية التي تساهم ببسط مؤسسات الدولة السورية على كامل الأراضي السورية، بموجب القانون الدولي والاتفاقيات الدولية.

* إدانة التصعيد الإسرائيلي الخطير، الذي يهدف إلى زعزعة استقرار سوريا، وجر المنطقة إلى أتون صراع إقليمي واسع.

*التحرك العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، وإلزام سلطات الاحتلال باحترام السيادة السورية والتصدي للممارسات التي تهدد استقرار المنطقة وتنتهك حقوق السوريين.

 

Author’s Posts

مقالات ذات صلة

Image