أدانت صحفيات بلا قيود، مقتل ثلاثة صحافيين فلسطينيين في قطاع غزة، الأربعاء 15يناير /كانون الثاني 2025. ليرتفع عدد الصحفيين الذين قتلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اليومين الماضيين إلى خمسة من بينهم المصورة وطالبة الصحافة أحلام التلولي.
وقالت صحفيات بلا قيود بأن إفلات القادة الإسرائيليين من العقاب، والدعم الذي تتلقاه حكومة الاحتلال وجيشها، إضافة إلى عدم وجود ضغط دولي فاعل لإيقاف الانتهاكات، شجع الجيش الإسرائيلي على الاستمرار في ارتكاب الجرائم ضد المدنيين، كما جعل حساسية القادة الاسرائيليين تجاه جرائم قتل الصحفيين معدوماً.
ورصدت صحفيات بلا قيود مقتل الصحفيين هشام أبو الروس وأحمد الشياح وعقل حسين صالح، في أنحاء متفرقة من قطاع غزة اليوم الأربعاء.
وبحسب شهود عيان، قفد استهدفت طائرة إسرائيلية مسيرة، سيارة الناشط الإعلامي أحمد هشام أبو الروس، في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما أدى إلى مقتله رفقة شقيقه محمد وثلاثة آخرين.
وكان أبو الروس يعمل على تقديم المساعدات الخيرية وإغاثة النازحين، وقبل ساعات من استهدافه ظهر أبو الروس بمقطع فيديو من داخل سيارته، مبتهجاً بالأخبار المتداولة عن وقف إطلاق النار الليلة، وطلب من متابعيه الصلاة والدعاء لأجل إتمام الاتفاق مشيراً بأن هذا اليوم حاسم ومفرح لأبناء غزة.
وتداولت وسائل الإعلام نبأ مقتل الصحفي أحمد الشياح جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي تكية خيرية في المواصي غرب محافظة خان يونس حسبما نقله مراسل الجزيرة مباشر. من جهتها قالت قناة الأقصى بأن الصحفي عقل حسين صالح، قُتل بقصف استهدف مجموعة من الفلسطينيين في الشارع البحر بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وكانت صحفيات بلا قيود قد أدانت أمس الثلاثاء، استمرار الهجمات العشوائية التي أودت بحياة عشرات المدنيين بينهم المصورة والطالبة في قسم الصحافة أحلام نافذ التلولي، والصحفي محمد بشير التلمس.
وقالت منظمة صحفيات بلا قيود، إن استهداف الصحفيين في النزاعات المسلحة انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، علاوة على أن استمرار جرائم تصفية الشهود ضمن منهجية الإبادة الجماعية، بالرغم من انشغال العالم بالحديث عن ترتيبات وقف إطلاق النار، انتهاك مشين ووصمة عار في جبين الأطراف الدولية المساندة لإسرائيل.
وكانت منظمة صحفيات بلا قيود، قد أصدرت تقريراً بعنوان "عام إبادة الصحفيين في غزة" في أكتوبر الماضي، يوثق مقتل 172 صحفياً فلسطينياً خلال العام الأول من الحرب، بينهم 19 صحافية، وأشار التقرير بأن استهداف الصحفيين لم يكن عشوائياً «في أكثر من حالة؛ عَمَد الاحتلال على استهداف الطواقم الصحفية خلال تغطية الحقائق رغم إبلاغها المسبق بوجود طواقم صحفية تعمل في المكان، ووجود كل الإشارات على أن من يعمل هم صحفيين».
ويشدد القانون الدولي الإنساني على حماية الصحفيين والصحفيات بصفتهم المدنية، ولا يعتبر وجودهم في مناطق النزاع المسلح ذريعة لاستهدافهم، حسبما تؤكده المادة 79 من البروتوكول الأول الملحق باتفاقيات جنيف الأربع، كما يعد استهداف الصحفيين في النزاعات المسلحة انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
وتنص اتفاقيات جنيف، وخاصة البروتوكول الإضافي الأول (المادة 79)، على حماية الصحفيين خلال النزاع المسلح، بينما يفرض العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية (المادة 19) حماية حق الصحفيين في التعبير.
ودعت منظمة صحفيات بلا قيود، المنظمات الدولية لاتخاذ خطوات مؤثرة تعمل على الإيقاف الفوري للاعتداءات الإسرائيلية تجاه الصحفيين، وضمان توفير الحماية اللازمة لهم، والتحقيق في الجرائم المرتكبة بحقهم، والعمل على محاسبة المسؤولين والمتورطين بارتكابها وفق المواد 7 و8 من نظام روما الأساسي.
وطالبت صحفيات بلا قيود، من المجتمع الدولي، العمل على تنفيذ قرار محكمة العدل الدولية وتقديم المتورطين بارتكاب الجرائم إلى العدالة، لإعادة الثقة إلى مؤسسات العدالة الدولية، دون انتقاء.