البيانات الصحفية

السودان: مجزرة متطوعي الهلال الأحمر في بارا جريمة حرب جديدة لمليشيا الدعم السريع

السودان: مجزرة متطوعي الهلال الأحمر في بارا جريمة حرب جديدة لمليشيا الدعم السريع

تعرب منظمة صحفيات بلا قيود عن إدانتها الشديدة لجريمة قتل متطوعي الهلال الأحمر السوداني في مدينة بارا بولاية شمال كردفان، والتي وقعت في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2025، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن خمسة متطوعين وفقدان ثلاثة آخرين أثناء أداء مهمة إنسانية رسمية

، وذلك في أعقاب دخول قوات الدعم السريع إلى المدينة وتمددها في مناطق عدة من دارفور وشمال كردفان.

تشير المعلومات التي جمعتها المنظمة إلى أن المتطوعين تعرضوا لهجمات متعمدة رغم ارتدائهم الزي الرسمي المميز وحملهم بطاقات تعريف صادرة عن الهلال الأحمر السوداني، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتفاقيات جنيف التي تضمن الحماية للعاملين في المجال الإنساني والطبي. وأكد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر وقوع الهجوم، مشيرًا إلى أن الاعتداء يمثل أحد أكثر الانتهاكات خطورة ضد العمل الإنساني في السودان منذ اندلاع الحرب.

تُعد هذه الجريمة جزءًا من نمط متكرر من الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في مناطق سيطرتها، بما في ذلك دارفور والفاشر وبارا، حيث تم توثيق عمليات قتل جماعي، وعنف جنسي ممنهج، ونهب واسع النطاق، واستهداف مباشر للمدنيين والعاملين في الإغاثة. وتؤكد المنظمة أن هذه الممارسات ترقى إلى جرائم حرب بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

كما تشير منظمة صحفيات بلا قيود إلى أن الهلال الأحمر السوداني فقد منذ بداية الحرب 21 متطوعًا، وهو العدد الأعلى بين جميع جمعيات الصليب والهلال الأحمر في العالم خلال عام 2025، ما يعكس اتساع دائرة الخطر الذي يواجهه العاملون الإنسانيون في السودان.

وتتابع المنظمة بقلق بالغ التقارير المتزايدة عن الإعدامات الميدانية والاعتقالات التعسفية والعنف القائم على النوع الاجتماعي، ولا سيما ضد النساء والفتيات في الفاشر وبارا، حيث جرى استخدام الاغتصاب والاختطاف كوسائل إذلال ومعاقبة جماعية.

انطلاقًا من ذلك، تدعو منظمة صحفيات بلا قيود إلى ما يلي:

  1. فتح تحقيق دولي عاجل ومستقل تحت إشراف الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان لتحديد المسؤولين عن مقتل متطوعي الهلال الأحمر السوداني ومساءلتهم جنائيًا.

  2. توفير حماية فورية وفعالة للعاملين في المجال الإنساني والصحفيين والمتطوعين في مناطق النزاع، وضمان ممرات إنسانية آمنة تسمح بوصول المساعدات دون قيود أو تهديد.

  3. فرض عقوبات دولية ملزمة على الأطراف والجهات والدول التي تموّل أو تزوّد بالسلاح الميليشيات المتورطة في هذه الانتهاكات، باعتبارها شريكة في الجريمة وفقًا لمبادئ المسؤولية المشتركة في القانون الدولي.

  4. وقف جميع أشكال الاستهداف ضد المدنيين، والامتثال التام للقانون الدولي الإنساني، وضمان وصول المساعدات إلى المناطق المحاصرة في دارفور وشمال كردفان والفاشر دون عراقيل.

تؤكد المنظمة أن استهداف متطوعي الهلال الأحمر السوداني ليس حادثًا معزولًا، بل يعكس نهجًا ممنهجًا لترويع العاملين الإنسانيين وتجويع السكان وإسكات الشهود في مناطق النزاع. إن استمرار هذه الجرائم وسط صمت دولي مقلق يقوّض قيم العدالة والإنسانية ويبعث برسالة إفلات من العقاب.

تجدد منظمة صحفيات بلا قيود دعوتها للمجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، إلى التحرك العاجل من أجل حماية المدنيين والعاملين في الإغاثة، ووقف دوامة العنف والانتهاكات التي تمزّق السودان منذ أكثر من عام.

صادر عن: منظمة صحفيات بلا قيود
30 أكتوبر/تشرين الأول 2025

Author’s Posts

مقالات ذات صلة

Image