رغم اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة: الاحتلال الاسرائيلي يقتل عشرات المدنيين بينهم صحفي وزوجته
أدانت منظمة «صحفيات بلا قيود» بأشد العبارات، الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأودت بحياة الصحفي الفلسطيني محمد المنيراوي وزوجته، إثر قصف استهدف خيمتهما في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، مساء الأربعاء 29 تشرين الأول/أكتوبر 2025.
وقالت المنظمة، إن هذه الجريمة تأتي ضمن سلسلة طويلة من الاستهدافات الممنهجة التي طالت الصحفيين والعاملين في قطاع الإعلام خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، وأكدت صحفيات بلا قيود أن مقتل المنيراوي وزوجته يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وامتدادًا لسياسة الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين منذ أكثر من عامين.
وشنت قوات الاحتلال، يومي الثلاثاء والأربعاء، غارات مكثفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة، في خرق واضح وصريح لاتفاق وقف إطلاق النار، بمبررات غير قانونية، وأسفرت تلك الغارات عن مقتل 104 مدني وإصابة العشرات، بينهم أطفال ونساء وصحفيون، فيما تسببت بتدمير واسع للمنازل ومخيمات النازحين.
وأشارت صحفيات بلا قيود، إلى أن الصحفي محمد المنيراوي كان من أبرز الأصوات الصحفية التي وثّقت المأساة الإنسانية في القطاع، وخصّ في تقاريره قضايا الأسرى الفلسطينيين والانتهاكات اليومية في السجون الإسرائيلية، كما عُرف بتغطيته المستمرة لمعاناة العائلات النازحة في وسط غزة.
وبحسب إحصاءات محدثة، ارتفع عدد الصحفيين والعاملين في الحقل الإعلامي الذين قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 255 صحفيًّا وصحفية، في أكبر حصيلة يسجلها التاريخ الحديث ضد الصحافة. إضافة إلى الصحفي صالح الجعفراوي الذي قتلته جماعات تابعة للاحتلال بعد يومين فقط من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وأكدت «صحفيات بلا قيود» أن الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة نُفذت بتوجيه مباشر من المستوى السياسي والعسكري، ما يعكس النية المبيتة لحكومة بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، في استئناف أعمال الإبادة الجماعية وخرق اتفاق الهدنة بشكل متكرر، في تحدٍّ سافر لكل القوانين والمواثيق الدولية.
ومنذ دخول الاتفاق المؤقت لوقف إطلاق النار، الذي أُعلن في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بناءً على مقترح من الإدارة الأمريكية، قتلت إسرائيل 211 فلسطينياً خلال أيام قليلة، فيما انتشلت فرق الإنقاذ 482 جثماناً من تحت الأنقاض، وفق إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وبلغت حصيلة الشهداء الإجمالية في قطاع غزة منذ بدء الحرب الإسرائيلية أكثر من 68,643 شهيداً، بينهم أكثر من 104 شهداء خلال يوم واحد من التصعيد الأخير. ولا تزال مئات الجثث عالقة تحت الأنقاض أو في الطرقات، وسط عجز فرق الدفاع المدني والإسعاف عن الوصول إليهم بسبب القصف المستمر ونقص الوقود والمعدات الطبية الأساسية.
وقالت «صحفيات بلا قيود» إن قتل الصحفيين والإعلاميين يُعدّ جزءًا من سياسة ممنهجة تهدف إلى إسكات الأصوات الحرة ومنع العالم من رؤية حجم المأساة الإنسانية في غزة، مؤكدة أن ما يجري هو إبادة إعلامية متكاملة الأركان، توازي في فظاعتها الإبادة البشرية المستمرة ضد المدنيين.
ودعت المنظمة، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه ما يحدث في غزة، وطالبت بما يلي:
ـ تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في جرائم استهداف الصحفيين في قطاع غزة، بإشراف الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان.
ـ محاسبة حكومة الاحتلال الإسرائيلي أمام المحكمة الجنائية الدولية على جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب بحق المدنيين والإعلاميين.
ـ توفير حماية دولية عاجلة للصحفيين والمؤسسات الإعلامية العاملة في مناطق النزاع، وضمان حقهم في العمل الآمن وفق المادة (79) من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف.
ـ رفع الحصار عن قطاع غزة وتمكين فرق الإغاثة والإنقاذ من الوصول إلى الضحايا دون قيود.

Ar
En
