صحفيات بلاقيود تحيي الذكرى السابعة لمقتل خاشقجي وتؤكد: لا عدالة دون مساءلة دولية شفافة

تحيي منظمة "صحفيات بلا قيود" اليوم، الثالث من أكتوبر/تشرين الأول 2025، الذكرى السابعة لعملية الاغتيال الوحشية التي طالت الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول عام 2018.
في هذه الذكرى الأليمة، تجدد المنظمة التأكيد على أن العدالة لم تتحقق بعد، وأن الإفلات من العقاب لمرتكبي هذه الجريمة المروعة يمثل تهديداً خطيراً لحرية الصحافة وحقوق الإنسان حول العالم.
بعد مرور سبع سنوات، لا تزال الحقائق الكاملة المتعلقة بمن أمر ونفذ هذه الجريمة غائبة عن العلن، وتفتقر إجراءات المساءلة القضائية إلى الشفافية والمصداقية الدولية. إن الإجراءات القضائية التي اتخذتها السلطات في المملكة العربية السعودية لم ترقَ إلى مستوى ضمان تحقيق العدالة لجمال خاشقجي وأسرته ومحاسبة المتورطين رفيعي المستوى.
إن جريمة القتل خارج نطاق القانون هي انتهاك جسيم لـ "الحق في الحياة" المنصوص عليه في المادة 3 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وكذلك في المادة 6 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (رغم عدم مصادقة السعودية عليه، إلا أنه يمثل قاعدة عرفية دولية). كما يمثل عدم كشف الحقيقة والمساءلة الكاملة انتهاكاً لـ "الحق في محاكمة عادلة" و "الحق في الانتصاف الفعال".
لا يمكن النظر إلى مقتل خاشقجي بمعزل عن السياق الأوسع لقمع حرية التعبير وحماية الصحفيين في المنطقة. هذه الجريمة كانت بمثابة رسالة ترهيب واضحة للمعارضين والصحفيين والإصلاحيين، وقد ترافقت منذ ذلك الحين مع تزايد وتيرة:
ويستمر اعتقال النشطاء، والمحامين، والصحفيين، والمفكرين في دول المنطقة (بما في ذلك السعودية، والإمارات، وإيران، والبحرين) بسبب ممارسة حقهم السلمي في التعبير. كما يجري توظيف قوانين مكافحة الإرهاب والجرائم الإلكترونية لتجريم الانتقادات السلمية، وهو ما يمثل انتهاكاً لـ المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (الحق في حرية الرأي والتعبير).
بمناسبة هذه الذكرى الأليمة، تدعو "صحفيات بلا قيود" المجتمع الدولي، ولا سيما الحكومات والمنظمات الدولية، إلى اتخاذ إجراءات فورية وملموسة:
• ندعو إلى آلية تحقيق دولية مستقلة وشفافة، أو إعادة فتح التحقيقات الجنائية الدولية لضمان مساءلة جميع المتورطين في جريمة اغتيال جمال خاشقجي، بما في ذلك من أصدروا الأوامر.
• يجب على الدول أن تلتزم فوراً بتوفير الحماية القانونية والفعالة للصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، ووقف جميع أشكال الملاحقة والتضييق عليهم.
• ندعو السلطات في المنطقة إلى مراجعة وتعديل التشريعات الوطنية لتتوافق مع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وبخاصة تلك المتعلقة بحرية التعبير والحق في التجمع السلمي.
• نطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع معتقلي الرأي والصحفيين المسجونين بسبب آرائهم، كخطوة حسن نية ضرورية نحو احترام التزاماتها الحقوقية الدولية.
تؤكد "صحفيات بلا قيود" أن إحياء ذكرى جمال خاشقجي هو تذكير دائم بأن لا سلام ولا استقرار يمكن أن يتحقق دون عدالة ومحاسبة.