
الخرطوم- تدين منظمة صحفيات بلا قيود بأشد العبارات الجريمة المروعة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع فجر الحمعة 19 سبتمبر 2025 في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور،
إثر قصف بطائرة مسيّرة استهدف مسجدًا مكتظًا بالمصلين أثناء أداء صلاة الفجر في حي “الدرجة الأولى”، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 75 مدنيًا بينهم أطفال وشيوخ، وإصابة العشرات بجروح خطيرة.
إن هذا الاعتداء يمثّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استهداف المدنيين وأماكن العبادة، وبالأخص المادة 3 المشتركة في اتفاقيات جنيف لعام 1949، كما يعد خرقًا واضحًا لالتزامات السودان بموجب العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، ولا سيما المادة 6 التي تضمن الحق في الحياة، والمادة 18 التي تكفل حرية الدين والعبادة. ووفق نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، فإن الهجمات المتعمدة ضد المدنيين في أماكن العبادة وقتلهم بشكل واسع ومنهجي تُصنف كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وترقى في سياقها المتكرر بدارفور إلى مستوى الجرائم الجماعية والإبادة.
المشاهد القادمة من الفاشر، من مسجد مدمَّر وجثث ملطخة بالدماء، تؤكد أن الهجوم لم يكن عشوائيًا بل جريمة مخطط لها، هدفها بث الرعب وتقويض النسيج المجتمعي عبر استهداف أماكن العبادة. إن تكرار استهداف المساجد والمدارس والمستشفيات في الإقليم يكشف عن نهج منهجي يستدعي تحركًا عاجلًا وحاسمًا.
وعليه، تطالب منظمة صحفيات بلا قيود بفتح تحقيق دولي مستقل تحت إشراف مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة لتوثيق هذه المجزرة ومحاسبة الجناة، وإحالة الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية ضمن ولايتها القضائية بموجب المواد 5 إلى 8 من نظام روما الأساسي. كما تدعو المنظمة إلى فرض عقوبات دولية ملزمة على قيادة قوات الدعم السريع والمتورطين في هذه الانتهاكات وداعميهم من أطراف خارجية، وإلى تفعيل آليات الحماية الدولية للمدنيين في دارفور، بما في ذلك إنشاء ممرات إنسانية آمنة ونشر مراقبين دوليين بشكل عاجل.
إن استمرار إفلات مرتكبي الجرائم في السودان من العقاب على مدى السنوات الماضية هو ما شجع على تكرار المذابح بحق المدنيين. وتؤكد منظمة صحفيات بلا قيود أن حماية أرواح الأبرياء في دارفور مسؤولية جماعية تقع على عاتق المجتمع الدولي، وأن صمته المستمر لم يعد مقبولًا لا قانونيًا ولا أخلاقيًا.
صادر عن: منظمة صحفيات بلا قيود
20 سبتمبر/أيلول 2025