بيان صحفيات بلاقيود بمناسبة اليوم العالمي للسلام

في اليوم العالمي للسلام، الحادي والعشرين من سبتمبر، تجدد منظمة صحفيات بلا قيود موقفها الواضح بأن السلام ليس شعارًا يُرفع ليوم واحد، بل هو حق أصيل لكل الشعوب وركيزة أساسية لحياة كريمة قائمة على الحرية والعدل.

إن هذه المناسبة الأممية تأتي كتذكير بضرورة وقف الحروب ونبذ العنف وبناء جسور التفاهم بين الأمم، غير أن الواقع يشي بعكس ذلك.

فالعالم اليوم يشهد اتساع رقعة النزاعات من فلسطين إلى اليمن وأوكرانيا، فيما تستمر آلة الحرب في حصد الأرواح وتدمير الأوطان، وسط عجز المنظومة الدولية عن فرض العدالة.

وفي الشرق الأوسط، يبقى الاحتلال الإسرائيلي أكبر تهديد للسلام، إذ يواصل سياساته الاستيطانية وجرائمه اليومية ضد الشعب الفلسطيني، متحديًا القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. وتؤكد المنظمة أن أي سلام حقيقي يبدأ بإنهاء الاحتلال، وضمان حق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب بحق المدنيين.

كما تشدد المنظمة على أن الاستبداد في بعض الدول العربية لا يقل خطورة عن الاحتلال، إذ يقوض فرص الإصلاح، ويصادر الحقوق، ويمنع المشاركة السياسية، الأمر الذي يكرّس واقعًا مولدًا للصراعات ومضاعفًا لمعاناة الشعوب.

إن السلام العادل لا يقوم إلا على الاعتراف بالآخر، وترسيخ الديمقراطية وتداول السلطة، واستقلال القضاء، وسيادة القانون، وإطلاق سراح المعتقلين، إضافة إلى العدالة الاجتماعية التي تضمن توزيعًا منصفًا للثروة والفرص وحماية حقوق الإنسان.

فالسلام لا يُفرض بالقوة العسكرية ولا يُختزل في اتفاقات هشة، بل يُبنى على العدل والحرية والمصالحة الوطنية والتنمية المستدامة. ومن دونه ستظل منطقتنا أسيرة دوامة الحروب والانقسامات.

وتؤكد صحفيات بلا قيود أن مسؤولية بناء السلام ليست على عاتق الشعوب وحدها، بل هي التزام أخلاقي وقانوني على عاتق الدول والمنظمات الدولية. فمواثيق حقوق الإنسان والقانون الدولي تفرض حماية المدنيين ووقف النزاعات ومحاسبة منتهكي الحقوق، بوصفها شروطًا لا غنى عنها للسلام المستدام.

وفي هذا اليوم، تذكّر المنظمة العالم بأن فلسطين وسائر قضايا الشعوب المقهورة يجب أن تبقى حاضرة في الضمير الإنساني، وأن السلام الحقيقي لا يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال والاستبداد، وإعادة الكرامة والحرية للشعوب.