البيانات الصحفية

“صحفيات بلا قيود”: انتهاكات الحوثيين بحق الأطفال والتعليم تقوض مستقبل اليمن

“صحفيات بلا قيود”: انتهاكات الحوثيين بحق الأطفال والتعليم تقوض مستقبل اليمن

اليمن ـ قالت منظمة “صحفيات بلا قيود” إن استمرار الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق الأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرتها يعكس منهجية متعمدة تستهدف الفئات الأكثر ضعفاً

. وتشمل هذه الانتهاكات التجنيد القسري، والتلقين الأيديولوجي، والتعذيب داخل المراكز التعليمية، وهي أماكن كان من المفترض أن تكون بيئات آمنة للتعلم والنمو. وأكدت المنظمة أن هذه الممارسات تشكل جزءاً من استراتيجية ممنهجة تهدف إلى فرض السيطرة الفكرية والعسكرية على الأجيال القادمة، مما يشكل تهديداً خطيراً للنسيج الاجتماعي ومستقبل اليمن.

واوضحت المنظمة استناداً إلى معلومات تلقتها ، والى تقارير حقوقية، ان الطفل رداد صالح غالب (14 عاماً) من أبناء قرية بني غالب تعرض لتعذيب وحشي داخل مركز تدريب مغلق تابع للحوثيين في منطقة ملح بمديرية نهم، محافظة صنعاء. الطفل رداد تعرض لاعتداء عنيف على رأسه ووجهه في 8 فبراير 2025، عقب رفضه الاستمرار و المشاركة في الأنشطة التي فرضها الحوثيون في برامجهم التدريبية. أسفر الاعتداء عن نزيف داخلي حاد وإصابات خطيرة، وتم احتجازه في غرفة معزولة داخل المركز لمدة يومين دون أي رعاية طبية. وعندما تدهورت حالته الصحية بشكل حاد، نُقل إلى مستشفى 48 بصنعاء في حالة حرجة، إلا أن الإهمال الطبي المتعمد أدى إلى وفاته بعد ثلاثة أيام من إصابته.

وأكدت المنظمة أن ميليشيا الحوثي حاولت إخفاء الجريمة عبر احتجاز جثمان الطفل في المستشفى لمدة أسبوع، ومنعت أسرته من استلامه أو رؤيته ، و لم تُكشف الحادثة إلا بعد أن قام بعض زملاء الطفل بإبلاغ ذويه، ما أدى إلى فضح الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في هذه المراكز.

وأشارت المنظمة إلى أن هذه الحادثة تُظهر نمطاً متكرراً من الانتهاكات التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق الأطفال. إذ يتم إجبار الأطفال على المشاركة في دورات تلقين عقائدي، وتعذيبهم جسدياً ونفسياً، بالإضافة إلى إجبارهم على الانخراط في أنشطة عسكرية خطيرة. وأكدت المنظمة أن محاولة المليشيا طمس الجريمة عبر الضغط على أسرة الطفل لقبول التحكيم القبلي وتقديمه على أنه “مقاتل” هي محاولة لتزييف الحقائق، وتعكس استمرار نهج الإفلات من العقاب.

في حادثة أخرى، قالت المنظمة إنها اطلعت على مقطع فيديو يظهر قيام مدير مدرسة “مصعب بن عمير” الأساسية في محافظة عمران بإطلاق النار في الهواء داخل الحرم المدرسي لترهيب الطلاب الذين لم يتمكنوا من دفع الرسوم الشهرية التي يفرضها الحوثيون. واعتبرت المنظمة أن هذه الواقعة تمثل نموذجاً آخر على عسكرة التعليم وتهديد الأطفال بقوة السلاح، فضلاً عن تحويل المدارس إلى أدوات للابتزاز المالي والتسلط، في ظل حرمان المعلمين من رواتبهم منذ عام 2016 وفرض جبايات غير قانونية على الطلاب.

أدانت المنظمة بشدة الجرائم المستمرة التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق الأطفال في مناطق سيطرتها، بما في ذلك حادثة مقتل الطفل رداد صالح غالب وحادثة إطلاق النار في مدرسة مصعب بن عمير. واعتبرت المنظمة أن هذه الجرائم تعد جزءاً من استراتيجية ممنهجة تهدف إلى تقويض حقوق الأطفال، وتدمير مستقبلهم، مشيرة إلى أن الحوثيين يواصلون إخفاء هذه الجرائم والتستر عليها عبر الضغط على أسر الضحايا لتزييف الحقائق.

كما أكدت المنظمة أن الوضع التعليمي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين يشهد تدهوراً خطيراً و مستمراً، مع تحويل المدارس إلى مراكز للتعبئة العقائدية واستبدال المناهج التعليمية بمواد تحرّض على الكراهية والعنف ، ضمن سياسات ممنهجة تكرس الجهل والفقر، وتحرم الأجيال القادمة من فرص بناء مستقبل مستقر وآمن.

دور المجتمع الدولي والمنظمات الأممية:

طالبت “صحفيات بلاقيود” الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها بموجب الاتفاقيات الدولية، بما في ذلك اتفاقية حقوق الطفل، والعمل على فرض عقوبات ضد ميليشيا الحوثي المسؤولة عن هذه الانتهاكات. كما دعت اليونيسف إلى تكثيف جهودها في اليمن لتوفير الحماية للأطفال ومنع تجنيدهم قسراً، والعمل على تقديم الدعم الطبي والنفسي للأطفال الضحايا. كما شددت المنظمة على أهمية دور المفوضية السامية لحقوق الإنسان في التحقيق المستقل في هذه الجرائم، ومتابعة المسؤولين عنها، والعمل مع جميع الأطراف المعنية لضمان احترام حقوق الطفل في النزاعات المسلحة.

وشددت المنظمة على ضرورة أن تتخذ الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إجراءات عملية، بما في ذلك فرض ضغوط دبلوماسية على الأطراف المعنية في النزاع لضمان حماية الأطفال في اليمن. كما حثت على ضرورة أن تلتزم هذه الدول بتطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، خاصة القرار 1612 الذي يركز على حماية الأطفال في النزاعات المسلحة.

وطالبت المنظمة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في حماية حقوق الأطفال في اليمن، وضمان تطبيق المعايير الدولية المتعلقة بحماية الأطفال في مناطق النزاع المسلح.

وحذرت منظمة “صحفيات بلاقيود”، في ختام بيانها، من أن استمرار هذه الانتهاكات قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويضاعف معاناة الأطفال الذين يُحرمون من حقوقهم الأساسية في التعليم والحماية. كما أكدت أن تجاهل المجتمع الدولي لهذه الجرائم سيسهم في تعزيز قوى التطرف والتجنيد القسري، مما يعرض الأجيال القادمة لمستقبل مظلم. ودعت إلى تكثيف الجهود الدولية لوقف هذه الانتهاكات وحماية الأطفال من الاستغلال والتعذيب في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي.

Author’s Posts

مقالات ذات صلة

Image