تدين منظمة “صحفيات بلا قيود” بأشد العبارات جريمة القتل الوحشية التي راح ضحيتها الدكتورة وفاء صدام حامد الحاج المخلافي على يد مسلحين في صنعاء، في جريمة نكراء تكشف استمرار الانتهاكات المنهجية ضد المدنيين وخصوصاً النساء، في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.
ووفقاً للمعلومات الأولية التي تلقتها المنظمة، فقد تعرضت الضحية لهجوم مسلح داخل سيارتها أثناء عودتها إلى منزلها في حي الحصبة يوم الجمعة الموافق 31 أكتوبر 2025، بعد خروجها من محل صرافة لاستلام حوالة مالية.
حيث راقبها الجناة ثم حاولوا اختطافها ونهب المبلغ المالي منها، لكنها قاومتهم، فأطلقوا عليها النار بشكل مباشر داخل مركبتها، ما أدى إلى وفاتها على الفور، قبل أن ينهبوا المبلغ المالي ويلوذوا بالفرار.
تؤكد المنظمة أن الجريمة وقعت في مربع أمني حساس لمليشيا الحوثي يضم مقرات وزارة الداخلية وشرطة النجدة وعددًا من المؤسسات الحكومية والمقار العسكرية، مع انتشار واسع للنقاط الأمنية التابعة لها، الأمر الذي يثير شكوكاً جدية حول تواطؤ المليشيا أو انتماء الجناة المباشر لها، في ظل القبضة الأمنية المشددة في تلك المناطق.
كما تشير المنظمة إلى أن الحادثة صاحبها تكتيم إعلامي وصمت قسري حال دون توثيق الجريمة أو تناولها من قبل الناشطين والإعلاميين في مناطق سيطرة الحوثيين، بسبب الخوف من الملاحقة والاستهداف، ما يزيد من صعوبة كشف الحقائق ومحاسبة الجناة، ويعزز سياسة الإفلات من العقاب التي أصبحت نهجاً ثابتاً في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا.
وفي تعليقٍ لرئيسة منظمة “صحفيات بلا قيود” السيدة توكل كرمان، أكدت أن
“جريمة اغتيال الدكتورة وفاء المخلافي في صنعاء ليست حادثًا عابرًا، بل حلقة في مسلسل الفوضى والإفلات من العقاب.
كانت الدكتورة في قمة عطائها، وحياتها أُزهقت بدم بارد في رسالة واضحة لكل صاحب علم وصوت وضمير في عاصمة محتلة من قبل المليشيا، صار فيها القتل أسهل من العلاج.
هذه الجريمة البشعة تقع مسؤوليتها الكاملة على سلطة الأمر الواقع الميليشاوية في صنعاء، التي جعلت حياة الناس رهينة للقمع والفوضى، وتركت المجتمع يواجه الموت بلا حماية ولا عدالة.”
تؤكد منظمة “صحفيات بلا قيود” أن مقتل الدكتورة وفاء المخلافي يسلط الضوء على الهشاشة الأمنية التي تعاني منها النساء في مناطق النزاع، وغياب الحماية الفعلية لحقوقهن الأساسية. كما تؤكد على ضرورة اعتبار العنف ضد النساء في سياق الحرب جريمة ممنهجة تستدعي تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية.
وتطالب المنظمة بـ تحقيق فوري وشفاف، ومحاسبة المجرمين، ورفض كل محاولات التمييع أو التغطية على الجريمة.
إن دم الدكتورة وفاء المخلافي لن يضيع، والعدالة ستظل تُطالب بحقها مهما طال الزمن.
الرحمة لروحها الطاهرة، والخزي لكل من يشرّع للعنف ويغذي ثقافة الكراهية والخوف في بلادنا.

Ar
En
