أدانت منظمة «صحفيات بلا قيود» استمرار المجازر التي يتعرض لها المدنيون اللبنانيون جراء الهجمات المباشرة التي تنفذها آليات الاحتلال الإسرائيلي.
وآخرها المجزرة التي وقعت يوم الاثنين 6 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، حيث أطلقت طائرة مسيّرة صاروخين موجّهين باتجاه سيارة دفع رباعي على طريق زبدين ـ النبطية، ما أسفر عن مقتل مواطن وزوجته وإصابة ثالث، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
ووفقاً للتقارير المحلية، فقد أدى الهجوم إلى مقتل حسن عطوي، وهو مواطن ضرير من ذوي الاحتياجات الخاصة سبق أن أُصيب في عملية «البيجر»، كما قُتلت زوجته زينب رسلان التي كانت تقود السيارة.
وأكدت صحفيات بلا قيود أن هذه الهجمات تأتي في إطار الخروقات الإسرائيلية المتواصلة، بما يضاعف معاناة المدنيين اللبنانيين في ظل أزمات اقتصادية خانقة. واستناداً إلى صندوق لبنان الإنساني، فإن نحو 2.5 مليون شخص في لبنان بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، فضلاً عن استضافة البلاد ما يقارب 1.5 مليون لاجئ سوري.
وبينت المنظمة أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل شن غارات جوية على الأراضي اللبنانية رغم اتفاق وقف إطلاق النار الموقع مع «حزب الله» في نوفمبر 2024. ومنذ ذلك الحين، قُتل ما لا يقل عن 105 مدنيين لبنانيين، بينما لم تُسجل أي تقارير عن قتلى أو إصابات ناجمة عن قذائف أُطلقت من لبنان باتجاه الأراضي المحتلة، وفق مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وفي 21 أيلول/سبتمبر الماضي، استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية سيارة في منطقة بنت جبيل الحدودية، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال، وإصابة اثنين آخرين بجروح، واستهدف الهجوم الاسرائيلي المواطن شادي صبحي وعائلته الحاملة للجنسية الأميركية، وهم من سكان محلة الحوش قرب مدينة صور الجنوبية.
وفي آب/أغسطس، اغتالت قوات الاحتلال المصور الصحافي محمد حمزة شحادة باستهداف سيارته على طريق أوتوستراد صورـ صيدا، أثناء توجهه لتغطية آثار الهجمات الإسرائيلية على بلدات الجنوب.
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية مع «حزب الله»، وتوسعها في 23 أيلول/سبتمبر 2024، بلغ عدد القتلى أكثر من أربعة آلاف لبناني، إضافة إلى نحو 17 ألف جريح.
وحذرت صحفيات بلا قيود، من استمرار الوضع في لبنان كما هو عليه، وقالت بأن ذلك ينذر بتدهور الأوضاع الإنسانية وتعميقها، وتحديداً في جنوب لبنان، حيث يعيق الدمار الواسع في البنية التحتية استئناف الخدمات الأساسية، فضلاً عن استمرار الغارات شبه اليومية التي تحول دون عودة المدنيين إلى حياتهم الطبيعية. كما أشارت المنظمة إلى استمرار الاحتلال الإسرائيلي في السيطرة على مناطق حدودية لبنانية، ومنع عشرات الآلاف من العودة إلى منازلهم في بلدات مثل بنت جبيل وصور.
وبناء على الأوضاع التي تعيشها لبنان، تطالب «صحفيات بلا قيود» المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لضمان عودة النازحين وتوفير مقومات الحياة الكريمة لهم، والإسراع في إعادة الإعمار وتعويض المتضررين. كما تدعو إلى ممارسة ضغط فعّال على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإجبارها على الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، ووقف جميع الاعتداءات، وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين.