الأخبار

غزة.. نتنياهو يستغل المواجهة مع إيران لإبادة المدنيين في مناطق توزيع المساعدات

غزة.. نتنياهو يستغل المواجهة مع إيران لإبادة المدنيين في مناطق توزيع المساعدات

أدانت منظمة «صحفيات بلا قيود» الجرائم الجماعية المتواصلة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكدةً أن هذه الجرائم تشهد تصعيداً خطيراً يتزامن مع المواجهة المسلحة بين إسرائيل وإيران.

وحذّرت المنظمة من الاستراتيجية الممنهجة التي يتبعها رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو - المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية - والتي تهدف إلى صرف الأنظار عن جرائم الإبادة في غزة عبر تصعيد المواجهة مع إيران. وأشارت صحفيات بلا قيود، إلى أن هذا التصعيد جاء مباشرة بعد بدء تنفيذ الآلية التي فرضتها سلطات الاحتلال لتوزيع المساعدات الإنسانية في 27 مايو/أيار الماضي، في محاولة لامتصاص سخط الرأي العام العالمي والضغوط الدولية المتصاعدة التي تطالب بإدخال المساعدات الإنسانية دون قيود.
وخلال هذه الفترة، قتلت قوات الاحتلال 450 مدنياً من المجوعين في المناطق التي اعتمدتها قوات الاحتلال كنقاط توزيع المساعدات. وبحسب الاحصائيات التي جمعتها صحفيات بلا قيود، من تقارير وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فقد قتلت إسرائيل 699 فلسطينياً منذ اندلاع المواجهة بين تل أبيب وطهران في 13 يونيو/حزيران الجاري، بينهم 205 ممن تُطلق عليهم الوزارة «شهداء لقمة العيش».
وارتفعت حصيلة القتلى الفلسطينيين منذ بدء العدوان في أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى السبت 21 حزيران/يونيو الجاري، إلى 55,908 قتيلاً، بينهم 5,599 منذ استئناف عمليات الإبادة الجماعية في 18 مارس/آذار الماضي، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.
ولفتت المنظمة إلى أن هذه الحصيلة ليست نهائية، إذ لا تزال جثث العديد من الضحايا تحت الأنقاض، فيما تعجز فرق الإسعاف عن الوصول إليها بسبب استمرار القصف أو نقص المعدات.
وأشارت "صحفيات بلا قيود" أن الآلية الاسرائيلية لتوزيع المساعدات الإنسانية تعتمد على أربع نقاط توزيع فقط، بدلاً من أكثر من 400 نقطة توزيع كانت فاعلة قبل الحرب، ونوهت بأن قوات الاحتلال تستخدم مؤسسة غزة الإنسانية ـ وهي مؤسسة أمريكية خاصة أنشأت حديثاًـ للقيام بأعمال مشبوهة بالتعاون مع شركات أمنية ومرتزقة يرتكبون جرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين،عبر القتل المباشر أو التسبب بأضرار جسدية ونفسية جسيمة للسكان الذين يتعرضون لهجمات واسعة ومنهجية منذ أكثر من 20 شهراً من الإبادة الجماعية.
وحذرت المنظمة من استمرار العمل بهذه الآلية، رغم جرائم قتل المجوعين، وقالت بأن استمرار المؤسسة الامريكية أو أي طرف آخر، يجعل منه شريكاً في الإبادة الجماعية، وذلك باستغلال حاجتهم الماسة للمساعدات، وقتلهم، أو التسبب لهم بأضرار جسدية ونفسية جسيمة وحرمان مئات الآلاف من الوصول إلى الغذاء.
ولفتت صحفيات بلا قيود، إلى قيام سلطات الاحتلال بتسليح عصابات محلية للمشاركة في قتل الجوعى عند نقاط التوزيع، وإثارة الفوضى تحت حماية الجيش الإسرائيلي الذي يمنع وصول المساعدات الكافية، حيث لا يصل من عشرات الآلاف من المجوعين المحتشدين، غير العشرات الذي يحصلون على الحد الأدنى من المساعدات الضرورية للحياة.
وخلصت "صحفيات بلا قيود" إلى أن هذا النهج يعكس سياسة ممنهجة لتفكيك النسيج الاجتماعي في غزة، ليس فقط عبر التجويع، بل من خلال تأجيج الفوضى بين المدنيين أنفسهم، بالتزامن مع استهداف "حراس المساعدات"، وتوفير الحماية للعناصر التي تسرق الغذاء من أفواه المحتاجين وتقتلهم.

وفي ضوء ما سبق، تدعو منظمة "صحفيات بلا قيود" المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة، إلى اتخاذ موقف عاجل وجاد لوقف الجرائم الجماعية الجارية في قطاع غزة، ومحاسبة المسؤولين عنها. وتوصي المنظمة بما يلي:

*فتح تحقيق دولي مستقل في استخدام الجوع كسلاح، وتحويل نقاط توزيع المساعدات إلى ساحات قتل جماعي، واعتبار ذلك ضمن الجرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي.
* الإسراع في ملاحقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمسؤولين السياسيين والعسكريين أمام المحكمة الجنائية الدولية، باعتبارهم متهمين رئيسيين في جرائم الإبادة الجماعية والقتل العمد بحق المدنيين.
* وقف دور المؤسسة الأميركية المشرفة على آلية توزيع المساعدات، وتحميلها المسؤولية الجنائية والأخلاقية لمشاركتها في نظام أمني تسبب بمئات القتلى، والمطالبة بإعادة تفعيل آلية أممية لتوزيع المساعدات تكفل وصولها إلى المدنيين بأمان وكرامة، دون تحكم عسكري أو استغلال سياسي.
* دعوة منظمات الصحافة وحقوق الإنسان الدولية إلى تحرك عاجل لكشف هذه الانتهاكات، والضغط على الحكومات لوقف الدعم السياسي والعسكري الذي تحصل عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي وتستخدمه في ارتكاب الجرائم.

 

 

Author’s Posts

مقالات ذات صلة

Image