اليمن- في تقريرها الحقوقي لشهر ديسمبر 2024، وثقت منظمة “صحفيات بلا قيود” مقتل وإصابة 18 شخصاً، بينهم أطفال، جراء انفجار الألغام والعبوات المتفجرة التي زرعتها ميليشيا الحوثي في مناطق متفرقة باليمن.
وقد صنّفت المنظمة هذه الممارسات كـ “انتهاك صارخ” للقانون الدولي الإنساني، واعتبرتها تهديدًا دائمًا لحياة المدنيين في المناطق المتضررة، فضلاً عن أنها تساهم في ترويع السكان وفرض النزوح القسري، ما يعرقل جهود تحقيق الاستقرار والتنمية.
أظهرت البيانات التي جمعها فريق المنظمة أن الألغام تسببت في مقتل 6 أشخاص (منهم طفلان) وإصابة 12 آخرين، بينهم 6 أطفال وكبار السن وامرأة . وقد تركزت هذه الحوادث في محافظات الحديدة، حجة، تعز، والجوف.
محافظة الحديدة:
- في 6 ديسمبر، قتل عبد الجبار فريال وأصيب خالد جوير إثر انفجار لغم في منطقة السويدية بمديرية الخوخة.
- في 11 ديسمبر، قتل الطفل إبراهيم علي عبدالله في انفجار لغم في قرية منظر بمديرية الحوك.
- في 21 ديسمبر، أصيب 4 أطفال جراء انفجار عبوات مموهة على شكل ألعاب في مديرية الدريهمي.
- في 31 ديسمبر، قتل عبدالله جابر مشهور ونجله محمد عبدالله جابر مشهور في انفجار لغم أثناء تنقلهما بدراجة نارية في مديرية الدريهمي.
- وفي ذات اليوم ،31 ديسمبر ، قتل يحيى راجح هبه هديش 45 عام ، بإنفجار لغم اثناء عملة في رعي الاغنام بقرية الشجن بمديرية الدريهمي.
محافظة تعز:
- في 8 ديسمبر، أصيب محمد أحمد الدربوش أثناء عمله في أحد المزارع جراء انفجار لغم من مخلفات الحوثيين.
- في 31 ديسمبر ، اصيب عبده أحمد عبده قاسم و زوجته صوفي سعيد الهيج بجروح خطيرة، إثر انفجار لغم بسيارة كانا يستقلانها في منطقة الحريقية بمديرية ذوباب.
محافظة حجة:
- في 14 ديسمبر، أصيب الطفل عادل محمد ملهي جراء انفجار عبوة ناسفة على شكل لعبة في عزلة بني حسن بمديرية عبس.
- في 17 ديسمبر، أصيب المسن ثابت جلحوف في انفجار لغم أثناء عمله في مزرعته بعزلة الجعدة، مديرية ميدي.
محافظة الجوف:
- في 19 ديسمبر، أصيب صالح حمران إثر انفجار لغم أثناء مروره بسيارته في الطريق الصحراوي بمنطقة اليتمة، مديرية خب والشعف.
- في 29 ديسمبر ، قتل محمد صالح الزرعي ، إثر إنفجار لغم في منطقة السلان ، شمال مديرية المصلوب.
في السياق، أعلن مرصد محلي، عن تسجيل 28 ضحية للألغام والأجسام الحربية في اليمن خلال شهر ديسمبر 2024.
قالت منظمة صحفيات بلاقيود إن زراعة الألغام المموهة على شكل ألعاب تعتبر من أبرز الجرائم التي يرتكبها الحوثيون بحق المدنيين، خاصة الأطفال الذين لا يدركون خطر هذه المواد الجاذبة. كما يُسجل أيضاً استهداف كبار السن والنساء الذين يواجهون مخاطر كبيرة أثناء ممارسة الأنشطة اليومية مثل جمع المياه والاحتطاب.
أكدت المنظمة إن الألغام تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للمواطنين في المناطق المتضررة، حيث تحول هذه الأسلحة الحياة إلى كابوس دائم. الألغام تجعل من العمل الزراعي والنقل في هذه المناطق أمراً محفوفاً بالمخاطر، مما يعيق تأمين لقمة العيش ويزيد من معاناة السكان. كما يساهم انتشار الألغام في تدهور الاقتصاد المحلي وتفاقم أزمة الأمن الغذائي. تعتبر الألغام جزءاً من استراتيجية الحوثيين لزرع الرعب بين السكان وإجبارهم على النزوح. في العديد من الحالات، تكون الألغام أداة لتدمير الأمل في العودة إلى المنازل، وتعميق الأزمة الإنسانية.
أشارت المنظمة إلى أن وجود الألغام يعطل الأنشطة الاقتصادية مثل الزراعة، وتعيق الحركة والتنقل، مما يزيد من معاناة المدنيين. إن هذه الممارسات تؤدي إلى انهيار القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة، مما يترك المدنيين في حالة من الفقر المستمر ويهدد حياتهم بشكل عشوائي.
تؤكد تقارير دولية أن اليمن تُعد من أكثر الدول تلوثاً بالألغام في العالم، حيث يُقدَّر أن مليشيا الحوثي زرعت أكثر من مليوني لغم في مناطق متفرقة منذ بداية النزاع. وقد أسفرت هذه الألغام عن مقتل وإصابة آلاف الأشخاص منذ عام 2015، كان معظمهم من الأطفال.
وفي سياق الجهود المبذولة للتخفيف من وطأة هذا التهديد، أعلن مشروع “مسام” لنزع الألغام أن فرقه الهندسية نجحت خلال عام 2024 في إزالة 48,705 ألغام وذخائر غير منفجرة وعبوات ناسفة من مناطق مختلفة. ليرتفع العدد الإجمالي للألغام والعبوات الناسفة التي نزعها المشروع منذ انطلاقه إلى 476,432. من ناحية أخرى، صرّح مسؤول حكومي بأن إجمالي ما تم نزعه في اليمن منذ عام 2015، بما في ذلك جهود مشروع “مسام”، تجاوز مليوناً و250 ألف لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة.
تشكل هذه الأرقام دليلاً على الحجم الكارثي لتلوث اليمن بالألغام، وتبرز أهمية الجهود الدولية والمحلية في تطهير الأراضي اليمنية وحماية المدنيين من هذه المخاطر المدمرة.
مطالبة بإنهاء هذه الجرائم:
تؤكد “صحفيات بلا قيود” أن ما تقوم به ميليشيا الحوثي من زرع للألغام يعد جرائم حرب وفقاً للقانون الدولي الإنساني، ولا يمكن أن تسقط بالتقادم. وتطالب المنظمة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لمحاسبة المسؤولين عن زرع هذه الألغام وتقديمهم للمحاكمة.
تحث المنظمة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على تكثيف جهود إزالة الألغام في اليمن، وتوفير الدعم التقني والمالي للفرق المتخصصة، فضلاً عن تعزيز برامج التوعية بخطر الألغام، خاصة في المناطق الأكثر تضررًا.