اليمن: صحفيات بلاقيود تدين اختطاف مليشيا الحوثي عشرات الاطفال في محافظة إب

إب - تدين منظمة “صحفيات بلا قيود” بأشد العبارات الممارسات القمعية والانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها مليشيا الحوثي بحق الأطفال والمؤسسات التعليمية في اليمن، وآخرها حادثة اختطاف عشرات الطلاب في محافظة إب.

وفقاً للمعلومات التي تلقتها المنظمة، أقدمت مليشيا الحوثي ، الثلاثاء، 14 يناير 2025، على اختطاف عشرات الطلاب من مدرسة “الميثاق” في عزلة الاخماس بمديرية فرع العُدين، إثر تنظيمهم تظاهرة سلمية رفضاً لإقالة مدير المدرسة “محمد سيف” وتعيين شخص من خارج السلك التربوي يُدعى “مهران الأهدل” مديراً للمدرسة. هذا القرار أثار استياءً واسعاً بين الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور، الذين اعتبروه جزءاً من مخطط ممنهج لضرب التعليم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين. الطلاب عبّروا عن رفضهم عبر احتجاجات سلمية، إلا أن المليشيا واجهت ذلك بالقمع العنيف، حيث ارسلت حملة عسكرية للمدرسة و قامت باعتقال عشرات الطلاب وزجّتهم في أحد سجونها بمنطقة “وادي المكارمة”، في تصرف يشكل انتهاكاً صارخاً لكافة المواثيق الدولية.

تؤكد المنظمة ان هذه الحادثة تعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية المتعلقة بحماية حقوق الطفل، بما في ذلك اتفاقية حقوق الطفل التي تضمن حق الأطفال في التعليم والحماية من جميع أشكال العنف والاستغلال. كما تمثل هذه الواقعة خرقاً واضحاً للإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، الذي ينص على ضمان حق كل فرد في التعليم دون تمييز أو قمع. إن استخدام القوة ضد طلاب يمارسون حقهم المشروع في التعبير السلمي عن رفضهم للتدخل في العملية التعليمية، واحتجازهم تعسفياً في ظروف مجهولة، يُعتبر جريمة تستوجب الإدانة والمساءلة الدولية، كما يعكس نمطاً ممنهجاً من الانتهاكات التي تمارسها مليشيا الحوثي بحق الأطفال والقطاع التعليمي، مما يشكل خطراً جسيماً على مستقبل الأجيال القادمة.

تشير المنظمة ان هذه الحادثة ليست معزولة بل تأتي ضمن سلسلة طويلة من الانتهاكات الحوثية التي تستهدف العملية التعليمية والأطفال في اليمن، حيث تمارس المليشيا عسكرة المدارس وتحويلها إلى مقرات عسكرية، مما يحرم الطلاب من حقهم في التعليم الآمن. كما تفرض مناهج تعليمية مؤدلجة تسعى لزرع الأفكار الطائفية والتطرف في عقول الأطفال، وتواصل الزج بالأطفال في جبهات القتال عبر حملات تجنيد قسري تستغل ضعف الأسر وظروف الحرب، بالإضافة إلى اختطاف واعتقال الطلاب والمعلمين الذين يعبرون عن رفضهم لتلك الممارسات.

تطالب “صحفيات بلاقيود” بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الطلاب المختطفين ووقف عسكرة العملية التعليمية وضمان بيئة آمنة للطلاب والمعلمين. كما تدعو إلى احترام الحق في التعليم كحق إنساني أساسي ووقف جميع أشكال التدخل في المناهج وإدارة المدارس، مع ضرورة تحرك المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بشكل عاجل لمحاسبة مليشيا الحوثي على انتهاكاتها المستمرة بحق الأطفال والمؤسسات التعليمية.

تؤكد منظمة “صحفيات بلا قيود” أن هذه الانتهاكات تمثل خطراً وجودياً على مستقبل الأطفال في اليمن وعلى الحق الأساسي في التعليم، وتدعو كافة الأطراف المحلية والدولية إلى اتخاذ موقف واضح وحازم لوقف هذا العبث بمستقبل الأجيال القادمة.