البيانات الصحفية

اليمن: إخضاع ذوي الإعاقة لبرامج طائفية

اليمن: إخضاع ذوي الإعاقة لبرامج طائفية

اليمن - تدين منظمة “صحفيات بلا قيود” بأشد العبارات الممارسات والانتهاكات الممنهجة التي ترتكبها مليشيا الحوثي ضد الأطفال من ذوي الإعاقة في اليمن، إلى جانب استهدافها قادة ومسؤولي قطاع التعليم في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتعتبر المنظمة هذه الممارسات استغلالاً صارخاً للفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع اليمني، حيث يتعرض الأطفال من ذوي الإعاقة لانتهاكات خطيرة تهدد حقوقهم الأساسية في التعليم والرعاية، بينما يواجه التربويون ضغوطاً وتهديدات تهدف إلى فرض برامج طائفية، مما يعمق معاناتهم ويقوض مستقبل الأجيال القادمة.

وفقاً لتقارير، اطلعت “صحفيات بلاقيود” عليها ، قامت مليشيا الحوثي، في ديسمبر الماضي، باستقدام عشرات الأطفال من ذوي الإعاقة الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و18 عاماً، من مختلف المحافظات الخاضعة لسيطرتها، وإخضاعهم لأنشطة ودروس ذات طابع طائفي. وقد جرى ذلك دون مراعاة احتياجاتهم الصحية والنفسية والتعليمية، في استغلال بشع لضعفهم، ويمثل انتهاكاً صريحاً لحقوقهم الأساسية.

تشكل هذه الممارسات انتهاكاً صارخاً لحقوق الأطفال من ذوي الإعاقة، حيث تسعى مليشيا الحوثي إلى إخضاعهم لعملية تلقين أيديولوجي قسري، مستغلةً هشاشتهم المضاعفة في تجاهل واضح للمواثيق والمعاهدات الدولية التي تكفل لهم الحق في الحماية والتعليم والرعاية الصحية. بالإضافة إلى ذلك، تستمر المليشيا في الاستيلاء على الموارد المخصصة لهذه الفئة، بما في ذلك المساعدات الإنسانية والأجهزة الطبية المقدمة من المنظمات الدولية، مما يعمق معاناتهم ويزيد من حرمانهم من حقوقهم الأساسية.

وفي سياق متصل، تلقت المنظمة معلومات ، كما أطلعت على تقارير ، تفيد بأن مليشيا الحوثي أقدمت على إيقاف عشرات المسؤولين التربويين عن العمل في صنعاء وفي عدد من المحافظات الخاضعة ليسطرتها وإحالتهم إلى التحقيق، خلال شهر ديسمبر الماضي ، تمهيداً لفصلهم تعسفياً، بسبب رفضهم المشاركة في برامج طائفية تُفرض بالقوة تحت مسمى “دورات تدريبية”، تهدف إلى الترويج لأيديولوجيات الجماعة.

إلى جانب ذلك، حرمت الجماعة عشرات الآلاف من المعلمين من رواتبهم لسنوات طويلة، مما يمثل جريمة مزدوجة تمزج بين التجويع والتلاعب بالنظام التعليمي. هذه الانتهاكات تهدد بفقدان الأجيال القادمة فرص التعلم الحر، وتحويل المدارس إلى منصات تعبئة طائفية تُلحق ضرراً كبيراً بمستقبل المجتمع.

انتهاكات تهدد بتدمير البنية التعليمية

ترتكب مليشيا الحوثي انتهاكات ممنهجة تهدد بتدمير البنية التعليمية في اليمن، من خلال استغلال الأطفال ذوي الإعاقة بإجبارهم على المشاركة في دورات طائفية قسرية، في انتهاك صارخ لحقوقهم الأساسية وكرامتهم الإنسانية. كما تمارس الجماعة ضغوطاً على التربويين، بحرمانهم من حقوقهم الوظيفية وإجبارهم على الانخراط في برامج أيديولوجية تحت التهديد، مما يقوض حرية الفكر والعمل ويضع العملية التعليمية برمتها في خطر طويل الأمد. هذه الممارسات تمثل خرقاً واضحاً لاتفاقيات حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، واتفاقية حقوق الطفل التي تضمن الحماية والرفاه للأطفال ومنع استغلالهم، إلى جانب مخالفتها لاتفاقيات جنيف، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.

إن تطييف العملية التعليمية من خلال تعديل المناهج وإجبار المعلمين على حضور دورات تدريبية طائفية، فضلاً عن استغلال الموارد المخصصة للأطفال ذوي الإعاقة، يعكس استغلالاً مقيتاً للفئات الأكثر ضعفاً، ويعمّق الأزمة الإنسانية والاجتماعية في البلاد. 

تطالب منظمة “صحفيات بلا قيود” بوقف فوري لجميع الانتهاكات ضد الأطفال من ذوي الإعاقة وقادة ومسؤولي قطاع التعليم، وإلغاء فرض البرامج الطائفية في المؤسسات التعليمية لضمان حرية الفكر والمعتقد للعاملين في القطاع التربوي، مشددةً على ضرورة توفير الدعم والرعاية الصحية والنفسية للأطفال ذوي الإعاقة وحمايتهم من أي استغلال سياسي أو طائفي. كما تدعو المنظمة إلى إعادة فتح المراكز والمؤسسات التعليمية ومؤسسات رعاية ذوي الإعاقة التي أغلقتها مليشيا الحوثي وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون قيود أو شروط.

تناشد المنظمة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والأممية للتدخل العاجل لحماية قطاع التعليم والأطفال من ذوي الإعاقة في اليمن ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.

إن منظمة “صحفيات بلا قيود” تؤكد وقوفها الكامل إلى جانب الأطفال من ذوي الإعاقة وقادة ومسؤولي قطاع التعليم، وتدعو كافة القوى المدنية والحقوقية إلى التحرك العاجل لوقف التعديات الحوثية التي تهدد مستقبل الأجيال القادمة وتزيد من معاناة الفئات الأكثر هشاشة في اليمن.

 

صادر عن منظمة صحفيات بلا قيود

7 يناير/كانون الثاني/ 2024

Author’s Posts

مقالات ذات صلة

Image