دعت المدير التنفيذي لمنظمة "صحفيات بلا قيود" بشرى الصرابي، إلى تشكيل تحالف أوسع للدفاع عن حرية الصحافة وعن الصحفيين وعن حقوق العاملين في هذه المهنة الذين يواجهون اليوم ظروفا وأوضاع صعبة للغاية.
جاء ذلك في كلمة لها خلال فعالية تدشين إطلاق شبكة حماية الصحفيين في اليمن، التي تتكون من 12 منظمة دولية ومحلية مهنية تعنى بتقديم خدمات الحماية والدعم القانوني للصحفيين ودعم حرية التعبير في اليمن، وذلك يوم الاحد الموافق 24 فبراير 2024م.
ورحبت الصرابي، بتشكيل هذا التحالف الذي يسعى للدفاع عن الحريات الصحفية وحرية الرأي والتعبير معتبرة ذلك اتساقا مع توجهات واهداف منظمة صحفيات بلا قيود.
وأشارت إلى انه طوال عملنا كانت فكرة توحيد جهود العاملين في مجال الدفاع عن حرية التعبير وحرية الصحافة وحقوق الصحفيين فكرة مرحب بها، ونملك العديد من التجارب الجيدة برغم تعثر بعضها.
وقالت الصرابي، نتوخى من وراء هذا الجهد المشترك تشكيل تحالف أوسع يضمن حرية الصحافة ويضمن حقوق العاملين في هذه المهنة التي تزداد أهميتها في المجتمعات التي تفتقد لآليات المراقبة مثل مجتمعنا.
واعتبرت الصرابي، أن البلد الذي يعيش بلا صحافة حرة يكون عرضة للسرقة والعبث والانتهاك أكثر من غيره.
واوضحت أن حالة الصحافة في العالم واليمن بصفة خاصة شهدت في السنوات الأخيرة تراجعا و تدهورا كبيرا، الأمر الذي جعل منها مهنة البحث عن الموت، بعد كانت مهنة المتاعب وحسب.
وشددت المدير التنفيذي للمنظمة، على ضرورة القيام بخطوات تحد من هذا التدهور ومواجهة التحديات التي يتعرض لها الصحفيين وتزداد بشكل يومي
وتابعت الصرابي بالنسبة لنا في " صحفيات بلا قيود" كان ولا يزال التصدي للانتهاكات التي تستهدف الصحافة والصحفيين وحرية التعبير من أهم أولوياتنا منذ بدأنا عملنا عام ٢٠٠٥، حيث قمنا بكثير من الأنشطة والاعتصامات والمبادرات في هذا السياق.
وفيما يلي نص الكلمة:
إنه ليوم مشهود أن نكون اليوم هنا، لكي نبدأ تحالفا للدفاع عن مهنة الصحافة، وعن الصحفيين الذين يواجهون اليوم ظروفا وأوضاعا صعبة للغاية.
برغم أهمية الصحافة في حياة الأفراد والمجتمعات، إذ تمنحهم القدرة على التعبير عن ذواتهم، ومواجهة الأخطاء، ومراقبة سلوك السلطة التي غالبا ما تجنح للسيطرة وتهميش الأصوات المختلفة، الا أن حالة الصحافة في العالم واليمن بصفة خاصة شهدت في السنوات الأخيرة تراجعا، بل تدهورا كبيرا، جعل منها مهنة البحث عن الموت، بعد كانت مهنة المتاعب وحسب.
وفقا للتقرير السنوي لمنظمة "مراسلون بلا حدود" حول حرية الصحافة للعام 2024، فإن هناك 36 دولة يمكن تصنيفها ضمن فئة "خطير جدًا"، و٤٩ دولة ضمن الفئة التي تشهد الصحافة فيها وضعا صعبا، بينما هناك خمسين دولة يمكن النظر لحالة الصحافة فيها بأنها تعيش وضعا إشكاليا، في حين أن هناك 50 من بين حوالي ١٨٠ دولة رأى التقرير بأن الصحافة تعيش فيها وضعا جيدا أو وضع جيد نوعا.
في اليمن، كانت الصحافة محل تنازع بين الأنظمة السياسية والجماعة الصحفية، ففي حين كانت الأنظمة تعمد للتضييق على حرية الصحافة، والتضييق على معاش الصحفيين وحرياتهم، وانتهاك حياتهم، فإن الجماعة الصحفية فشلت في اتخاذ موقف موحد تجاه تلك التحديات والانتهاكات، فدائما ما كان هناك صحفيون وصحف ضد الصحافة، يعملون للترويج لسياسة التضييق والانتهاكات تلك.
في مقابل هذا التحالف الهجين، كان هناك صحفيون يدفعون أثمان باهظة دفاعا عن حرية الصحافة، ومناهضة القوانين السالبة للحرية التي كانت تتضمن حكم الإعدام. لقد عاشت الصحافة اليمنية فترات ازدهار وفترات انحطاط، وقد ظل هذا السجال قائما حتى حدثت الحرب التي احدثت خرابا كبيرا في كل مجالات الحياة، ومن بينها الصحافة، فالمليشيات التي تتحكم في زمام الأمور، كانت وما تزال تعتبر الصحفيين أعداء يجب سجنهم وقتلهم. لقد فقدنا بسبب هذه السياسات العشرات من الصحفيين، والعديد من المؤسسات التي تعرضت للنهب والحرق والتدمير.
إن التحديات التي تواجه الصحافة والصحفيين ليست جديدة، لكنها تزداد كل يوم، لذلك سيكون من الضروري القيام بخطوات تحد من هذا التدهور، فالبلد الذي يعيش بلا صحافة حرة يكون عرضة للسرقة والعبث والانتهاك أكثر من غيره.
بالنسبة لنا في " صحفيات بلا قيود" كان ولا يزال التصدي للانتهاكات التي تستهدف الصحافة والصحفيين وحرية التعبير من أهم أولوياتنا منذ بدأنا عملنا عام ٢٠٠٥، حيث قمنا بكثير من الأنشطة والاعتصامات والمبادرات في هذا السياق. أطمئنكم بأن "صحفيات بلا قيود" لا تزال على مواقفها الثابتة تجاه حرية الصحافة والدفاع عن حقوق الصحفيين، ومساعدتهم في تأهيل قدراتهم وإمكانياتهم.
لعل من المناسب التذكير بأنه طوال عملنا كانت فكرة توحيد جهود العاملين في مجال الدفاع عن حرية التعبير وحرية الصحافة وحقوق الصحفيين فكرة مرحب، ونملك العديد من التجارب الجيدة برغم تعثر بعضها.
اتساقاً مع هذا التوجه، قررت منظمة "صحفيات بلا قيود" توقيع مذكرة تفاهم مع المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين (صدى) تهتم بدعم وحماية الصحفيين وضمان حقوق الإنسان وحرية التعبير بشكل عام. ونتوخى من وراء هذا الجهد المشترك تشكيل تحالف أوسع يضمن حرية الصحافة ويضمن حقوق العاملين في هذه المهنة التي تزداد أهميتها في المجتمعات التي تفتقد لآليات المراقبة مثل مجتمعنا.
ختاما، نعتقد ان حالة الصحافة في اليمن ليست على ما يرام، وهناك طريقتان للتعامل مع هذا الواقع المرير، الطريقة الأولى الاستسلام لهذا الواقع، وهذا خيار لا يناسب منظمة "صحفيات بلا قيود"، أما الخيار الثاني فهي القيام بكل ما من شأنه تحسين وضع الصحافة، لان الصحافة تعبر عن الناس وعن حاجاتهم.
كنا جزء أصيل في معركة حرية الصحافة وسوف نظل.