البيانات الصحفية

السودان: قوات الدعم السريع ترتكب جرائم تطهير عرقي في الفاشر

السودان: قوات الدعم السريع ترتكب جرائم تطهير عرقي في الفاشر

تحذر منظمة صحفيات بلا قيود من أن السودان يشهد خلال الأيام الأخيرة تصعيدًا غير مسبوق في الجرائم والانتهاكات ضد المدنيين، ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع في ولايتي شمال دارفور وشمال كردفان،

حيث تتواصل عمليات القتل الجماعي والاغتصاب والتطهير العرقي في ظل صمت دولي مريب يرقى إلى مستوى التواطؤ.

وتؤكد المنظمة أن الوضع الإنساني بلغ مرحلة الكارثة، وأن المدنيين العزّل يعيشون تحت خطر الإبادة الجماعية.
وعليه، تدعو منظمة صحفيات بلا قيود الأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، والاتحاد الأوروبي، والدول العربية، إلى تحرك عاجل ومنسق لإنقاذ المدنيين وحمايتهم من الجرائم الجارية، وفرض ممرات إنسانية آمنة على الفور.


وتشير المعلومات التي جمعتها فرق الرصد التابعة للمنظمة من شهود ومصادر طبية إلى أن قوات الدعم السريع نفذت مساء الأحد 26 أكتوبر عمليات تصفية جماعية لعشرات المدنيين على أساس عرقي، واقتحمت مستشفيات وصيدليات ومرافق طبية ونهبت محتوياتها بالكامل، مما أدى إلى انهيار شبه كامل للنظام الصحي في المدينة المحاصرة منذ أكثر من عام.


وتتطابق هذه المعطيات مع تقارير شبكة أطباء السودان التي وصفت ما حدث في الفاشر بأنه “جريمة تطهير عرقي مكتملة الأركان”.
كما حذر حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، من وقوع مجازر ومجاعة وشيكة، داعيًا إلى تدخل عاجل لحماية المدنيين.
رصدت فرق المنظمة في مدينة بارا جرائم تصفية جماعية واعتقالات ونهب واسع بعد هجوم شنّته قوات الدعم السريع في 25 أكتوبر، تخلله تدمير واسع للممتلكات العامة والخاصة وانقطاع كامل للاتصالات والإنترنت.
وأكدت إفادات الأهالي أن مئات المدنيين قُتلوا أو فُقدوا وأن موجات نزوح جماعي انطلقت نحو القرى المجاورة في ظروف إنسانية بالغة القسوة.
وتتطابق هذه الروايات مع ما وثقته هيئة محامو الطوارئ السودانية التي وصفت ما جرى بأنه “مجزرة مروّعة راح ضحيتها المئات من الشباب”،حيث شهدت أحياء بارا عمليات تصفية جماعية راح ضحيتها المئات من السكان" كما حذرت بعثة الأمم المتحدة في السودان (يونيتامس) من “انهيار كامل للنظام الإنساني وصعوبة وصول المساعدات بسبب انعدام الأمان”. وهو ما اكدته الإحاطة الأممية المشتركة بتاريخ 24 أكتوبر 2025،والتي  حذرت من أن السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية ونزوح في العالم، حيث يحتاج أكثر من 30 مليون شخص إلى مساعدات منقذة للحياة، و9.6 ملايين نازح داخليًا، و4.3 ملايين لاجئ في دول الجوار. وأكدوا أن البلاد تشهد مجاعة فعلية في مناطق دارفور، وأن 1.4 مليون طفل يواجهون خطر الموت جوعًا، وأن النساء والفتيات يتعرضن لعنف جنسي ممنهج".
إن منظمة صحفيات بلا قيود تؤكد أن ما رصدته فرقها في الفاشر وبارا يمثل استمرارًا لنمط متصاعد منذ عامين ونصف من الجرائم الممنهجة التي ترتكبها قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، وتشمل القتل الجماعي، الاغتصاب كسلاح حرب، التجويع المتعمد، والعنف القائم على الهوية.
وترى المنظمة أن هذه الجرائم ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب اتفاقيات جنيف ونظام روما الأساسي ، تحمّل المنظمة الدول والجهات التي تموّل أو تزوّد قوات الدعم السريع بالسلاح المسؤولية القانونية والأخلاقية عن استمرار المأساة، وتعتبر الصمت الدولي الحالي شكلًا من أشكال التواطؤ.

وتدعو منظمة بلا قيود إلى:    
تحرك دولي فوري لإنقاذ المدنيين وحمايتهم من الإبادة الجماعية الجارية في دارفور وكردفان.
وتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لتوثيق الجرائم وإحالة المسؤولين عنها إلى المحكمة الجنائية الدولية.
كما تدعو فرض عقوبات حازمة على الدول والأطراف التي تموّل أو تسلّح ميليشيا الدعم السريع.
كما تناشد كل الاطراف و الوسطاء إلى فتح ممرات إنسانية عاجلة وآمنة لوصول المساعدات إلى المناطق المحاصَرة.
وضمان حماية الصحفيين والعاملين الإنسانيين وتمكين وسائل الإعلام المستقلة من الوصول الميداني.
 كما تناشد بلا قيود المجتمع الدولي العمل على تعبئة عاجلة لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية التي لم تُموّل سوى بنسبة 25% وفقًا لإحاطات الأمم المتحدة الأخيرة.

وتدعو منظمة صحفيات بلا قيود الأمم المتحدة والدول المؤثرة إلى تحرك استثنائي يتناسب مع حجم الجرائم في السودان، ومحاسبة الدول التي تغذي الحرب عبر تمويل وتسليح ميليشيا الدعم السريع وخاصة الامارات العربية المتحدة.إن التعامل مع هذه الأطراف بمنطق الصفقات والمصالح يحوّل العالم إلى شريك في الجريمة، ويفقد منظومة العدالة الدولية ما تبقى من مصداقيتها.تحذر المنظمة من أن استمرار الصمت الدولي يهدد بإبادة جماعية جديدة في قلب إفريقيا، وأن التحرك العاجل لإنقاذ المدنيين واجب إنساني وأخلاقي لا يحتمل التأجيل.
إن منظمة صحفيات بلا قيود تؤكد أن قضية السودان ليست أزمة محلية، بل اختبار حقيقي لضمير العالم، وأن الحياد أمام المجازر هو خيانة للإنسانية نفسها.
صادر عن: منظمة صحفيات بلا قيود
التاريخ: 24 تشرين الأول/أكتوبر 2025

Image