تدين منظمة صحفيات بلا قيود بشدة استمرار استخدام مليشيا الحوثي للألغام الأرضية والعبوات المتفجرة في المناطق المدنية والزراعية والطرقات العامة، والتي تسببت في خسائر فادحة في الأرواح وتدمير واسع النطاق للممتلكات، ما يعكس نمطاً متعمداً لاستهداف حياة المدنيين وتعطيل سبل عيشهم.
وفقاً تقرير حديث أصدرته بعثة الأمم المتحدة في الحديدة (أونمها)، قُتل أربعة مدنيين وأصيب طفل واحد خلال نوفمبر الماضي بسبب الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي في مناطق متعددة من محافظة الحديدة. كما أفادت تقارير محلية بأن المليشيا تستمر في زرع الألغام في المناطق السكنية والزراعية والطرقات في مديريات الجراحي، الدريهمي، التحيتا، وبيت الفقيه، بعد تهجير السكان قسراً منها.
يشير هذا النهج إلى تعمد الحوثيين استدامة معاناة المدنيين، حيث تحوّلت تلك المناطق إلى أفخاخ قاتلة تهدد حياة آلاف السكان الذين يعيشون تحت وطأة الخوف من خطر الألغام المتربصة بهم في كل مكان.
تؤكد منظمة صحفيات بلا قيود أن استخدام مليشيا الحوثي للألغام الأرضية يتعارض مع اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد لعام 1997 (اتفاقية أوتاوا)، التي تحظر استخدام وتخزين ونقل هذه الألغام. كما يشكل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني، لا سيما المبادئ المتعلقة بحماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة.
ووفقاً لتقرير فريق خبراء لجنة العقوبات الدولية التابع لمجلس الأمن للعام 2024، تسببت الألغام الحوثية في مقتل وإصابة نحو 120 مدنياً في الحديدة وحدها خلال الفترة من يونيو 2023 وحتى مايو 2024. وأشار التقرير إلى استخدام الأطفال في عمليات زراعة الألغام، مما يجعلهم عرضة لخطر مضاعف.
تشير تقديرات حقوقية إلى أن مليشيا الحوثي زرعت ما يقرب من 2.5 مليون لغم في مختلف مناطق اليمن، مما جعل البلاد واحدة من أكثر الدول تلوثاً بالألغام في العالم. ووفقاً مرصد محلي معني برصد ضحايا الألغام، يمثل الأطفال نحو 70% من إجمالي الضحايا، ما يعكس حجم الخطر الذي يواجه الأجيال القادمة جراء هذه الجريمة.
مطالب عاجلة لتحرك دولي
تُحمّل منظمة صحفيات بلا قيود مليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة عن استمرار سقوط الضحايا جراء الألغام، وتؤكد أن هذا السلوك يشكل جريمة حرب مكتملة الأركان تتطلب محاسبة دولية. وتطالب المنظمة المجتمع الدولي بما يلي:
- ممارسة ضغوط على مليشيا الحوثي لوقف استخدام الألغام الأرضية وتدمير المخزونات الحالية.
- دعم برامج إزالة الألغام في اليمن وتقديم المساعدة الفنية والمالية للجهات المعنية.
- فتح تحقيق دولي شفاف ومستقل حول الانتهاكات المرتبطة بزراعة الألغام ومحاسبة المسؤولين عنها.
- ضمان تعويض المدنيين المتضررين وإعادة تأهيلهم نفسياً واجتماعياً.
تؤكد منظمة صحفيات بلا قيود أن الصمت الدولي تجاه هذه الجرائم يشكل تواطؤاً ضمنياً يسمح باستمرار هذه الانتهاكات التي تهدد حياة المدنيين وتقوض الأمن والسلام في اليمن. وتدعو المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لإنقاذ حياة الأبرياء ووضع حد لهذه الكارثة الإنسانية المستمرة.
6 ديسمبر/ كانون الأول 2024