لبنان: الاستدعاءات الأمنية أداة ترهيب

تستمر السلطات والأطراف اللبنانية في استخدام الاستدعاءات الأمنية والقضائية كأداة لقمع وترهيب الصحفيين والصحفيات لمنع الحديث في الشأن العام، وممارسة عملهم الاستقصائي، وحقهم في الرأي والتعبير.

الاثنين الماضي، استدعى مكتب "مكافحة جرائم المعلوماتية"، الصحفية كريستيان الجميل، ناشرة موقع ""LebTalks" للتحقيق معها حول تقارير ومعلومات نشرتها في الصحيفة الالكترونية التي تديرها حول مصير الودائع البنكية والمودعين، وكيفية استرجاعها.

تستنكر "صحفيات بلا قيود" استدعاء "الجميل" وكل الصحفيين إلى "مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية" غير المختص في قضايا النشر بدلا من "محكمة المطبوعات". يمنح قانون المطبوعات اللبناني بعض الحصانة المعقولة للصحفيين والصحفيات اللبنانيين لكن مع ذلك يصر المسؤولين على التعامل مع قضايا النشر كجرائم.

تحيي "صحفيات بلا قيود" موقف الزميلة الجميل، التي رفضت الامتثال أمام الجهة الأمنية، وتمسكها بالقانون الذي يمنح الصحفيين الحصانة من المثول أمام الأجهزة الأمنية، وعلى جهات الاختصام مع الصحف ووسائل الإعلام سلوك الطرق القانونية عبر قانون المطبوعات.

تكرر استدعاء الصحفيين والصحفيات من قِبل الجهات الأمنية اللبنانية خلال الأشهر الماضية؛ ففي أبريل/نيسان استدعت شعبة المعلومات (جهة مخابراتية) الصحافي والمنتج فراس حاطوم، بناء على طلب من جهة عسكرية حكومية بسبب برنامجه الكوميدي "مرحبا دولة" الذي يعرض على قناة "LBCI".  

كان واضحا تزايد حملة التحريض والترهيب للصحفيات اللبنانيات واتهامهن بالعمالة، خلال الأسابيع الماضية حيث تعرضت "مريم مجدولين لحّام" في يونيو/حزيران لحملة ترهيب وتهديد وتحريض على شبكات التواصل الاجتماعي، ورسائل نصية لهاتفها؛ بسبب تعبيرها عن الرأي واتهمها بالعمالة.في الشهر ذاته تعرضت "مايا هاشم" لحملة إلكترونية بنشر أخبار كاذبة عن إلقاء القبض عليها بتهمة "العمالة" وتكرر الأمر في أغسطس/آب، مع الزميل الصحفي "مكرم رباح".

تطالب منظمة صحفيات بلاقيود:
* على السلطات والأطراف اللبنانية وقف استخدام القضاء والاستدعاءات القضائية كأداة لترهيب الصحفيين وإعاقة عملهم والإضرار به. والاكتفاء بمحكمة المطبوعات للنظر في قضايا النشر.
* على السلطات القضائية التحقيق الفوري في جرائم التهديد والترهيب الذي يتعرض له الصحفيون والصحفيات في لبنان وتوفير الحماية لهم، ونشر التحقيقات للرأي العام.
* على السلطات إنهاء سياسات الرقابة والإجراءات السالبة للحرية.
صحفيات بلا قيود
31 أغسطس/آب 2024