Ar 
En 
ألقت الحائزة على جائزة نوبل للسلام ورئيسة منظمة صحفيات بلاقيود توكل كرمان، كلمة مؤثرة خلال مشاركتها في منتدى هاليفاكس العالمي للأمن، الذي عُقد يوم الأحد 23 نوفمبر 2025 في كندا، مؤكدة أن الديمقراطية وليس “الأنظمة القمعية” هي الأساس الحقيقي للأمن والاستقرار المحلي والعالمي.
وقالت كرمان في مستهل كلمتها إن تخصيص المؤتمر هذا العام لموضوع الديمقراطية يعكس تحولاً عميقاً في فهم مصادر عدم الاستقرار في العالم، مضيفة أن “الديمقراطية هي الضامن الحقيقي للأمن العالمي، لأنها تقوم على الشرعية، والمؤسسات، والمساءلة، واحترام الحقوق”.
وأشارت كرمان إلى أن الأنظمة غير الديمقراطية كانت دائماً المصدر الأخطر للحروب والصراعات، من النازية والفاشية وصولاً إلى الحروب التي تشهدها مناطق عدة اليوم، مؤكدة أن الاستبداد ينتج الفوضى والإرهاب والانهيارات الاقتصادية والتهجير الجماعي.
وأضافت أن “كل الحروب الكبرى في القرن الماضي اندلعت من دول غير ديمقراطية”، لافتة إلى أن غزو روسيا لأوكرانيا مثال واضح على خطورة الأنظمة التوسعية غير الديمقراطية. كما شددت على أن الاحتلال الإسرائيلي وجرائم الحرب في غزة والضفة ولبنان تهدد الأمن الإقليمي والدولي، وأن غياب المساءلة يشجع على استمرار الانتهاكات.
وتناولت كرمان الأوضاع في اليمن، معتبرة أن التدخلات الخارجية ودعم الاستبداد الإقليمي وتغذية الانقلابات أدت إلى تمزيق البلاد وإضعاف مؤسساتها، مؤكدة أن “الشعب اليمني وحده قادر على هزيمة ميليشيا الحوثي وإنهاء النفوذ الخارجي”.
وفي فلسطين، أكدت أن “إنهاء الاحتلال الإسرائيلي هو شرط أساس لسلام عادل”، مطالبة بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
كما حمّلت الأنظمة الاستبدادية الإقليمية مسؤولية تحويل الثورة السلمية في السودان إلى حرب أهلية، عبر دعم الميليشيات وارتكاب جرائم إبادة.
ودعت كرمان الدول الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني والشركات والأفراد إلى توحيد صفوفهم في مواجهة معسكر الاستبداد العالمي، مؤكدة أن الديمقراطيات بحاجة أيضاً إلى إصلاحات داخلية تحمي حرية التعبير، وتضمن استقلال القضاء، وتكبح نفوذ المال في السياسة.
وقالت: “الديمقراطية تنتصر عندما تقف مع الشعوب لا مع الطغاة، ومع العدالة لا مع مجرمي الحرب. وعندما تستعيد ثقتها وتتمسك بقيمها، وحدها تستطيع هزيمة الاستبداد.”
لمشاهدة الكلمة أضغط هنا
