إيران: استمرار إعدام الناشطين السياسيين

تدين منظمة "صحفيات بلا قيود" بأشد العبارات إعدام الناشط السياسي الإيراني مهران بهراميان في 6 سبتمبر/أيلول 2025. يعتبر هذا الإعدام مثالاً صارخًا على استخدام عقوبة الإعدام كوسيلة للقمع السياسي وإسكات الأصوات المعارضة، خاصة في ظل تصاعد وتيرة أحكام الإعدام التي تلت الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل.

وكان بهراميان أحد المشاركين في الاحتجاجات التي اندلعت في إيران بعد وفاة مهسا أميني عام 2022، وبإعدامه يرتفع عدد الذين اعدمتهم السلطات الإيرانية على خلفية تلك الاحتجاجات إلى 10 أشخاص على الأقل.

ووفقاً لميزان أونلاين، موقع السلطة القضائية الإيرانية، فقد أدين بهراميان بتهمة "الحرابة" وإطلاق النار على مركبة تابعة لقوات الأمن في مدينة سميرم بمحافظة أصفهان، مما أدى إلى حارس أمن.

وقالت صحفيات بلاقيود إن تهمة "الحرابة" غامضة ومثيرة للجدل، في محاكمة تفتقر للنزاهة والشفافية.  وتستخدم السلطات الإيرانية بانتظام التعذيب والحبس الانفرادي وتهديد المعتقلين وعائلاتهم لانتزاع اعترافات وتقديمها للمحاكم، وهو ما يتعارض بشكل مباشر مع أبسط معايير العدالة الدولية.

وقالت مصادر حقوقية إن مهران تعرض للتعذيب الشديد أثناء اعتقاله في سجن للمخابرات التابعة للحرس الثوري، مما أدى إلى كسر بضلوعه وتمزق طبلة أذنه.

وقالت منظمة صحفيات بلاقيود إن "السلطات الإيرانية تستغل التوترات الإقليمية لتكثيف حملة القمع في البلاد ضد النشطاء السياسيين، واعتقلت أكثر من 20 ألف شخص بتهم فضفاضة منها التجسس لصالح إسرائيل". وهي تهم توصل إلى الإعدام.

 وحسب مصادر حقوقية فإن شقيق بهراميان، ويدعى فاضل، حكم عليه أيضا بالإعدام بنفس التهم. وقُتل شقيقهما مراد بهراميان على أيدي قوات الأمن خلال احتجاجات 2022. وقالت تقارير إن السلطات الإيرانية لم تُسلم جثة بهراميان إلى عائلته، بل دُفن تحت حراسة أمنية مشددة في مقبرة باغ رضوان بمحافظة أصفهان، وسط إيران.

وتشير التقارير إلى ارتفاع مقلق في عدد أحكام الإعدام المنفذة في السجون الإيرانية خلال العام الجاري، مما يعكس تجاهلاً تامًا للمطالب الدولية بوقف هذه الممارسات. إن استمرار إيران في تنفيذ عقوبة الإعدام، خاصة في القضايا ذات الخلفية السياسية، يمثل انتهاكًا صارخًا للحق في الحياة المنصوص عليه في المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.

تطالب منظمة صحفيات بلاقيود السلطات الإيرانية بالوقف الفوري لعمليات وأحكام الإعدام، والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين. كما تطالب المجتمع الدولي:

·         بإدانة إعدام مهران بهراميان ومطالبة السلطات الإيرانية بوقف فوري لجميع أحكام الإعدام.

·         الضغط على الحكومة الإيرانية لضمان محاكمات عادلة وشفافة تلتزم بالمعايير الدولية.

·         التحقيق في ادعاءات التعذيب في السجون الإيرانية، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.

تؤكد صحفيات بلا قيود على أن حرية التعبير والتجمع السلمي هما حقان أساسيان لا يمكن قمعهما بالإعدام أو التهديد، وتجدد تضامنها مع جميع النشطاء والمعارضين الإيرانيين.