تتابع منظمة صحفيات بلا قيود بقلق بالغ واستنكار شديد ما ورد في التسريبات المصورة التي كشفت عن انتهاكات جسيمة وممنهجة لحقوق الإنسان داخل سجن قرنادة، شرق ليبيا.
توثق هذه التسريبات ممارسات وحشية وغير إنسانية تُمارس بحق المعتقلين، وتعكس واقعاً مريراً لانتهاك الكرامة الإنسانية، حيث يتعرض المعتقلون للتعذيب الجسدي والنفسي والحرمان من حقوقهم الأساسية، في خرق فاضح للقوانين الوطنية والدولية.
وفقاً لمعلومات تلقتها المنظمة، فإن المعتقلين في سجن قرنادة يتعرضون لممارسات تعذيب قاسية، أبرزها: الضرب المبرح باستخدام العصي والأسواط، الصعق الكهربائي لأجزاء مختلفة من الجسم، الإذلال النفسي والجسدي من خلال أوضاع قسرية ، الحرمان من الطعام والشراب والنوم، منع المعتقلين من التواصل مع عائلاتهم أو محاميهم.
أظهرت التسريبات المصورة تورط أفراد من قوات خليفة حفتر في تنفيذ هذه الانتهاكات، حيث أكد حقوقيون امتلاك وثائق طبية وتقارير تدعم وقوع هذه الجرائم.
وكانت تقارير حقوقية سابقة لمنظمات مثل “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية” قد كشفت انتهاكات مشابهة وثقتها ضد سجون أخرى تخضع لسيطرة قوات حفتر.
تعتبر هذه الممارسات خرقاً صارخاً لعدة قوانين ومعاهدات دولية ووطنية، أبرزها: الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب التي وقعت عليها ليبيا عام 1989، والقانون الليبي رقم (10) لسنة 2013 بشأن تجريم التعذيب والإخفاء القسري.
تدعو صحفيات بلاقيود إلى:
- فتح تحقيق دولي مستقل تحت إشراف الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية، لكشف ملابسات الجرائم المرتكبة في سجن قرنادة.
- محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات وتقديمهم إلى العدالة وفق القوانين الوطنية والدولية.
- الإفراج الفوري عن المحتجزين تعسفياً وضمان حقهم في محاكمة عادلة أو إسقاط التهم الملفقة ضدهم.
- تمكين المنظمات الحقوقية من زيارة السجون والاطلاع على أوضاع المعتقلين لضمان احترام القوانين الإنسانية.
- التزام السلطات الليبية بحماية حقوق المعتقلين وضمان حصولهم على الرعاية الطبية والغذائية، وتحسين ظروف احتجازهم.
صادر عن منظمة صحفيات بلاقيود
14 يناير / كانون الثاني 2025