تابعت منظمة “صحفيات بلا قيود” بقلق بالغ التقارير الواردة بشأن تكرار الحوادث المأساوية التي يتعرض لها الأطفال في عدد من المدارس الواقعة في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي ، جراء السلاح المنفلت ، وعسكرة المدارس ، كان أخرها ما تعرض له سبعة أطفال من إصابات بالغة جراء إنفجار قنبلة يدوية في إحدى مدارس محافظة ذمار.
ووفقاً للمعلومات التي تلقتها المنظمة، فقد أدى إنفجار قنبلة يدوية داخل فصل دراسي في مدرسة “الهان بن مالك” في مديرية ضوران بمحافظة ذمار ، يوم السبت، 7 ديسمبر 2024 ، إلى إصابة سبعة أطفال بجروح بالغة، بينهم ثلاثة في حالة حرجة. القنبلة، كانت بحوزة أحد طلاب الصف الخامس ، وكان قد أخذها من والده الذي يعمل في صفوف مليشيا الحوثي، قبل أن تنفجر أثناء لعب الأطفال بها داخل الفصل. وقد جرى نقل المصابين إلى مستشفى محلي في مدينة معبر لتلقي العلاج.
إن هذه الحادثة تمثل حلقة أخرى في سلسلة من الحوادث المأساوية التي تهدد حياة الأطفال ومستقبلهم التعليمي في اليمن، حيث أصبحت المدارس في مناطق سيطرة الحوثيين مسرحاً للعسكرة والتجنيد. ووفقاً لتقارير، فقد انفجرت عبوة ناسفة داخل فصل دراسي في أغسطس الماضي، في مديرية بني مطر غربي صنعاء، مما أدى إلى إصابات جماعية بين الطلاب ، كما أصيب طفل في اكتوبر الماضي، بطلق ناري أثناء تدريب على استخدام الأسلحة في مدرسة بمديرية السياني، محافظة إب.
تدين منظمة صحفيات بلاقيود بأشد العبارات هذه الممارسات، مؤكدةً، أن تحويل المدارس إلى بيئات غير آمنة يمثل انتهاكاً صارخاً لمواثيق حقوق الإنسان، لا سيما ، اتفاقية حقوق الطفل، التي تنص على حق الأطفال في التعليم الآمن والحماية من جميع أشكال العنف ، بالإضافة الى البروتوكول الاختياري لإتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة، الذي يحظر استخدام الأطفال في الحروب.
تشير تقارير دولية إلى أن مليشيا الحوثي قامت خلال السنوات الماضية بتحويل المدارس إلى مراكز للتعبئة الأيديولوجية والتجنيد العسكري للأطفال، بما في ذلك عبر تنظيم “معسكرات صيفية” في المناطق الخاضعة لسيطرتها. في هذه المعسكرات، يتعرض الأطفال لأيديولوجيات طائفية متطرفة وتدريبات عسكرية تهدف إلى استغلالهم كمقاتلين في صفوف الحوثيين. كما تحدث فريق خبراء لجنة العقوبات الدولية التابع لمجلس الامن في تقريره الأخير ، عن استخدام الحوثيين للأطفال في زراعة الألغام ، وفي القتال ، والتخابر ، ومهام أخرى خطرة.
إن هذه الجرائم والانتهاكات المتكررة بحق الطفولة تستدعي تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية، لوضع حد لهذه الجرائم التي تنتهك حقوق الأطفال وتدمر مستقبل التعليم في اليمن.
تطالب “صحفيات بلا قيود” بإجراء تحقيق مستقل في هذه الحوادث المتكررة ومحاسبة المسؤولين عنها، مشددةً، على ضرورة إبعاد المدارس عن أي مظاهر للعسكرة أو النشاطات الحربية، وضمان بيئة تعليمية آمنة لجميع الأطفال. كما تطالب بتعزيز برامج إزالة مخلفات الحرب وتوعية الأطفال بمخاطرها، والضغط على مليشيا الحوثي لوقف تجنيد الأطفال واستغلالهم، وضمان حقوقهم التعليمية.
تؤكد المنظمة على التزامها برصد وتوثيق هذه الانتهاكات، والعمل مع الجهات المحلية والدولية لضمان محاسبة مرتكبيها وحماية الأطفال اليمنيين من المخاطر المحدقة بهم.