تابعت منظمة “صحفيات بلا قيود” بقلق بالغ التقارير الواردة بشأن تدهور الحالة الصحية للناشطة اليمنية سحر الخولاني، جراء تعرضها للتعذيب الجسدي والنفسي بعد اختطافها من قِبَل مليشيا الحوثي.
ووفقًا للمعلومات التي تلقتها المنظمة، تعرضت الناشطة للاعتداء الجسدي والنفسي خلال جلسات التحقيق التي أجريت معها من قِبَل محققين تابعين للمليشيا.
وكانت قوات تابعة للحوثيين قد داهمت منزل سحر الخولاني يوم الثلاثاء، 10 سبتمبر 2024، واختطفتها على خلفية نشاطها المناهض للممارسات العنصرية للمليشيا وتسليطها الضوء على معاناة المواطنين اليمنيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وبرزت مواقفها العلنية في المطالبة بصرف رواتب الموظفين المنتظمة وانتقاد الفساد المتفشي وسوء الأوضاع المعيشية التي يعاني منها اليمنيون.
وقبل اختطافها، سجلت الخولاني مقطع فيديو نُشر بعد حادثة اختطافها، تحدثت فيه عن المضايقات والتهديدات التي تعرضت لها بسبب نشاطها الحقوقي والإعلامي.
تدين منظمة “صحفيات بلا قيود” بأشد العبارات عملية اختطاف وتعذيب الناشطة سحر الخولاني، معتبرةً ذلك انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية والإنسانية. وتحمل المليشيا المسؤولية الكاملة عن سلامتها، مطالبةً بالإفراج الفوري وغير المشروط عنها، وتوفير الرعاية الطبية العاجلة لها نظرًا لتدهور حالتها الصحية.
تشير تقارير حقوقية إلى استمرار مليشيا الحوثي في ممارسة انتهاكات جسيمة بحق النساء اليمنيات، حيث رصدت آلاف الحالات منذ عام 2015 شملت الاختطاف من المنازل وأماكن العمل والشوارع العامة، والإخفاء القسري، والاعتقالات التعسفية، فضلًا عن التعذيب الجسدي والنفسي، والتحرش والاعتداء الجنسي.
ووفقاً لمصدر حكومي فقد قامت مليشيا الحوثي منذ عام 2015 باختطاف آلاف النساء وتلفيق تهم كيدية لهن بهدف تقييد حرياتهن وكبح نشاطهن السياسي والإعلامي والحقوقي. كما وثقت تقارير حقوقية ما يقرب من 10,156 انتهاكًا ضد النساء اليمنيات منذ عام 2016، تضمنت التعذيب، الاعتقال التعسفي، التحرش، وغياب الرعاية الصحية أثناء الاحتجاز في أماكن غير قانونية.
تؤكد المنظمة أن هذه الانتهاكات تمثل خرقًا واضحًا للاتفاقيات الدولية التي تكفل حقوق الإنسان وحماية النساء في النزاعات المسلحة. مثل اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (CEDAW)، والقانون الدولي الإنساني، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وهي جزءًا من سياسة ممنهجة لجماعة الحوثي تهدف إلى قمع الفئات الأكثر ضعفًا، في تجاهل صارخ للمبادئ الإنسانية والقانونية
تدعو “صحفيات بلا قيود” المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الانتهاكات الممنهجة التي ترتكبها مليشيا الحوثي بحق النساء اليمنيات. كما تطالب بمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم لضمان تحقيق العدالة وإنهاء سياسة الإفلات من العقاب التي تشجع على استمرار مثل هذه الانتهاكات.