البيانات الصحفية

«صحفيات بلا قيود» تحمل الاحتلال مسؤولية الاعتداء على أكبر أسطول إنساني متجه إلى غزة

«صحفيات بلا قيود» تحمل الاحتلال مسؤولية الاعتداء على أكبر أسطول إنساني متجه إلى غزة

حمّلت منظمة «صحفيات بلا قيود» سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الاعتداءات التي يتعرض لها «أسطول الصمود العالمي» المتجه نحو قطاع غزة، في مهمة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار المفروض على المحافظة الفلسطينية التي تتعرض لأعمال إبادة جماعية منذ ما يقارب 24 شهراً.

ويُعد أسطول الصمود أكبر أسطول بحري إنساني، إذ يضم عشرات السفن والقوارب التي تحمل مساعدات أساسية، ويشارك فيه عدد من العاملين والمتطوعين في المجال الإنساني، إلى جانب أطباء وفنانين وناشطين وبرلمانيين، قادمين من 44 دولة حول العالم.
وأكدت المنظمة أن الأسطول يقوم بمهمة إنسانية مشروعة، تنسجم مع قواعد القانون الدولي الإنساني واتفاقية قانون البحار، غير أن التهديدات الإسرائيلية لم تتوقف منذ إبحاره في نهاية آب/أغسطس الماضي.
ووصفت «صحفيات بلا قيود» عجز المجتمع الدولي أمام الانتهاكات الإسرائيلية، بالمشين. وأشارت إلى أن غزة تشهد منذ 7 أكتوبر 2023 أعمال إبادة جماعية ممنهجة، ونحن على أعتاب دخول العام الثالث للعدوان المروّع الذي تشنه إسرائيل بلا هوادة على الفلسطينيين أرضاً وإنساناً.
وقالت صحفيات بلا قيود، بأن ظهور المجتمع الدولي بمظهر العاجز حدّ التواطؤ أمام هذه الجرائم والانتهاكات، شكّل ضوءاً أخضر شجع سلطات الاحتلال على المضي في سياستها الرعناء، ونقل عدوانها إلى الساحة الدولية عبر تكرار أعمال القرصنة في المياه الدولية، إصراراً منها على تكريس الحصار الجائر المفروض على أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة.

تهديدات واعتداءات
أبحرت القافلة الأولى من الأسطول من ميناء برشلونة الأسباني، وانضمت إليه قافلة أخرى من ميناء جنوة غربي إيطاليا، قبل أن تلتحق به قوارب وسفن يونانية قرب جزيرة كريت، لتبدأ بالتجمع في السواحل التونسية.
وخلال هذه الفترة، رصدت «صحفيات بلا قيود» سلسلة من التهديدات التي كشفت عن نوايا إسرائيلية مسبقة لاستهداف الأسطول.
4 أيلول/سبتمبر الجاري، ألمح مسؤول في حكومة المطلوب لمحكمة العدل الدولية، بنيامين نتيناهو، إلى اعتراض السفن بالقوة، وأعلن وزير الأمن القومي لدى الاحتلال إيتمار بن غفير، أنهم سيتعاملون مع المشاركين على متن الأسطول كإرهابيين.
فجر الثلاثاء 9 سبتمبر، تعرض القارب الرئيسي لهجوم أدى إلى اشتعال النار فيه، يُرجَّح أن الهجوم نُفذ عبر طائرة إسرائيلية مسيّرة في مياه البحر المتوسط.
في اليوم التالي، 10 سبتمبر، استهدفت السفينة الأكبر في الأسطول بهجوم مماثل أدى إلى اندلاع حريق قرب ميناء سيدي بوسعيد التونسي، قبل أن تتمكن فرق الإطفاء وطاقم السفينة من السيطرة على النيران، ونجا المشاركون من الاستهداف.
ومنذ انطلاق الإبحار، لم تتوقف الطائرات المسيّرة عن التحليق فوق سفن الأسطول ومهاجمتها في المياه الدولية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي، وبأسلوب يكشف عن غطرسة الاحتلال الإسرائيلي وتمدده العدواني الذي يشكل تهديداً لا يقتصر على غزة وحدها بل يطال الأمن الدولي برمته.
الاثنين 22 سبتمبر، هددت سلطات الاحتلال بمنع الأسطول من دخول المياه الفلسطينية والرسو على سواحل غزة، وأصدرت وزارة خارجيتها بياناً رسمياً أكدت فيه أن تل أبيب لن تسمح للسفن بالعبور إلى ما أسمته «منطقة قتالية نشطة»، متوعدة بعدم السماح بكسر الحصار البحري.
الأربعاء، 24 سبتمبر، حلقت ما لا يقل عن 15 طائرة مسيّرة فوق سفن الأسطول في البحر المتوسط، قبل أن تشن هجمات على 10 منها. ووفق تأكيدات اللجنة المشرفة على الأسطول عبر منصاتها، فقد رصدت 13 انفجاراً وتشويشاً واسعاً في الاتصالات على القوارب، كما ألقت المسيرات مواد برائحة البارود على عدد من السفن والقوارب.
الخميس، 25 سبتمبر، قال إدارة أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة، إن عدة دول حذرت مواطنيها المشاركين في الأسطول من هجوم إسرائيلي وشيك عليه، وذلك غداة استهدافه بعدة مسيّرات قبالة سواحل اليونان.

الجمعة 26 سبتمبر، كشف أسطول الصمود العالمي، على مواقع التواصل الاجتماعي إن طائرات عسكرية مجهولة المصدر تحلق وبشكل «منخفض فوق سفنه، وذلك أثناء وجوده في المياه الإقليمية اليونانية» قبالة جزيرة كريت. 

تصعيد التدابير الفظيعة
وقالت صحفيات بلا قيود إن استهداف سفن أسطول الصمود، يأتي  في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي في مدينة غزة، حيث تفرض سلطات الاحتلال، تدابير فظيعة، لقتل المدنيين وتدمير ما تبقى من المنشآت السكانية، وإجبار مئات الآلاف على النزوح المستمر مع تفاقم الكارثة الإنسانية حيث يعاني أكثر من مليوني فلسطيني من نقص حاد في الغذاء والدواء ومياه الشرب، إضافة إلى انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية.
ووصل الفلسطينيون المحاصرون في قطاع غزة، إلى مرحلة الموت جوعًا، وحتى 19 سبتمبر الجاري، سجلت وزارة الصحة 440 حالة وفاة نتيجة سياسة التجويع الإسرائيلية، من بين حالات الوفاة 145 طفلًا.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى 26 أيلول/سبتمبر الجاري، بلغ عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل ووصلت جثامينهم إلى المستشفيات 65549شهيدًا (خمسة وستون ألفًا وخمسمائة وتسعة وأربعون)، بينهم 2543, استشهدوا أثناء بحثهم عن المساعدات، في ظل عجز فرق الإنقاذ عن الوصول إلى العديد من الضحايا العالقين تحت الركام أو في الشوارع، وذلك بحسب التقارير الإحصائية اليومية الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

محاولات سابقة

ولفتت المنظمة إلى أن الاعتداء على السفن الإنسانية المتجهة إلى غزة، ليست الحادثة الأولى من نوعها، إذ سبق أن اعترضت سلطات الاحتلال خلال الأشهر الماضية عدة سفن تابعة لأسطول الحرية، وهذه السفن هي

السفينة الإغاثية حنظلة التي هاجمتها قوات الاحتلال، يوم السبت الموافق 26 تموز/يوليو، أثناء وجودها في المياه الدولية قبالة سواحل قطاع غزة. واختطفت إسرائيل السفينة الإغاثية التي كانت تحمل حليب أطفال وبعض المساعدات الإنسانية، في الوقت الذي دخل فيه سكان غزة، مرحلة الموت جوعاً، بسبب سياسة التجويع التي تفرضها سلطات الاحتلال الاسرائيلي على الفلسطينيين. 

السفينة مادلين، تم اختطافها من قبل جيش الاحتلال، فجر الإثنين 9 يونيو/حزيران الماضي، واعتقال النشطاء والصحفيين الذين كانوا على متنها، وذلك بعد إلقاء مادة بيضاء غير معروفة على السفينة، ومحاصرتها بطائرات "كوادكوبتر" أطلقت أصواتًا مرعبة للتشويش والترهيب، قبل أن تتقدم زوارق الكوماندوز البحري للسيطرة عليها وقطع الاتصال عنها بالكامل.

وكانت قوات الاحتلال قد شنت هجوماً عنيفا على السفينة كونشياس – الضمير العالمي بتاريخ 2 مايو/أيار الماضي، وأدى إلى اندلاع حريق كبير في هيكل السفينة التي كانت تحمل نشطاء وحقوقيين من 21 دولة.

اعتداء على إرادة العالم

واعتبرت منظمة «صحفيات بلا قيود» أن الاعتداء على أسطول الصمود، وما سبقه من اعتداءات على السفن الإنسانية، يمثل جرائم جسيمة تنتهك أحكام اتفاقيات جنيف لعام 1949، وكذلك اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982، اللتين تكفلان حرية الملاحة في المياه الدولية وضمان المرور الآمن للسفن الإنسانية.
وبناءً على ذلك، تدعو المنظمة إلى فتح تحقيق دولي عاجل في جريمة الاعتداء على أسطول الصمود والسفن الإنسانية السابقة، باعتبار ما تعرضت له انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وقانون البحار. كما تطالب المنظمة بتأمين مرافقة بحرية للأسطول وضمان حمايته، وإزالة العراقيل التي تفرضها سلطات الاحتلال الاسرائيلي أمام تدفق المساعدات، وإجبارها على السماح بمرور القوافل والسفن المتجهة إلى قطاع غزة.
وتشدد المنظمة على ضرورة أن يصدر عن المجتمع الدولي إدانة صريحة للاعتداء الإسرائيلي على أسطول الصمود وعلى السفن الإنسانية السابقة، باعتباره اعتداءً على إرادة المجتمع المدني العالمي، الذي يواصل نضاله السلمي لمناهضة جرائم الإبادة الجماعية في غزة. كما تؤكد «صحفيات بلا قيود» أن استمرار إفلات إسرائيل من المحاسبة على هذه الانتهاكات الخطيرة يشكل سابقة تهدد منظومة القانون الدولي، وتشرعن ممارسات القرصنة والاعتداء على العمل الإنساني.

 

 

Author’s Posts

مقالات ذات صلة

Image