
تعرب منظمة صحفيات بلا قيود عن بالغ قلقها إزاء استمرار الاحتجاز التعسفي للمحامي الحقوقي المصري إبراهيم متولي، وتطالب السلطات المصرية بالإفراج الفوري وغير المشروط عنه، وإنهاء ما يتعرض له من انتهاكات جسيمة لحقوقه القانونية والإنسانية.
تم اعتقال متولي، البالغ من العمر 61 عامًا، في 10 سبتمبر 2017 من مطار القاهرة الدولي، أثناء توجهه إلى جنيف تلبيةً لدعوة رسمية من الأمم المتحدة لحضور الدورة 113 للفريق الأممي المعني بحالات الاختفاء القسري. ويُعد متولي أحد أبرز الناشطين في هذا الملف، ومؤسس “رابطة أسر المختفين قسرًا” في مصر.
بدلًا من تمكينه من أداء رسالته الحقوقية، تعرّض متولي للاختفاء القسري والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية، ثم أُحيل إلى نيابة أمن الدولة العليا في انتهاك صارخ للدستور المصري والمواثيق الدولية التي تكفل حماية المدافعين عن حقوق الإنسان.
طوال سبع سنوات، وُجّهت إليه اتهامات ملفقة تتعلق بـ”الإرهاب”، في ثلاث قضايا مختلفة (رقم 900 لسنة 2017، رقم 1470 لسنة 2019، رقم 786 لسنة 2020)، ضمن ما يُعرف بسياسة “تدوير القضايا”، التي تُستخدم كأداة لإطالة الحبس الاحتياطي للمدافعين دون محاكمة عادلة.
ورغم صدور قرارات قضائية بالإفراج عنه، أُعيد اعتقاله تعسفيًا مرات متعددة، ويُحرم حتى اليوم من حقه في الدفاع، ومن الوصول إلى ملفات قضاياه، ومن الرعاية الصحية المناسبة. وتشير تقارير موثقة إلى أنه يعاني من تضخم البروستاتا، وتستلزم حالته تدخلًا جراحيًا عاجلًا، في ظل تجاهل تام من النيابة العامة لطلبات أسرته بنقله إلى مستشفى متخصص.
تؤكد منظمة صحفيات بلا قيود أن استمرار احتجاز متولي يُشكل عملًا انتقاميًا مباشرًا من نشاطه الحقوقي، وتعاونه مع آليات الأمم المتحدة، وقد تم توثيق قضيته من قبل الفريق الأممي المعني بالاحتجاز التعسفي، والمقررين الخاصين، والأمين العام للأمم المتحدة، كما أثارتها عدة دول أمام مجلس حقوق الإنسان.
وبناءً عليه، تطالب المنظمة بـ:
• الإفراج الفوري وغير المشروط عن المحامي إبراهيم متولي.
• فتح تحقيق مستقل في كافة الانتهاكات التي تعرّض لها، ومحاسبة المسؤولين عنها.
• احترام التزامات مصر الدولية بموجب العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
• ضمان حرية وسلامة المدافعين عن حقوق الإنسان، وتأمين حقهم في العمل دون تهديد أو انتقام.
إن استمرار احتجاز إبراهيم متولي يُمثّل جريمة سياسية ممنهجة، ويستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان ومحاسبة الجهات المسؤولة عن هذه الانتهاكات المتكررة.
منظمة صحفيات بلا قيود
04 يونيو 2025