قتل الاحتلال الإسرائيلي، طبيب العظام الوحيد الموجود في شمال قطاع غزة، الخميس 12 كانون الأول/ديسمبر. تستنكر منظمة صحفيات بلا قيود الاستهداف المتعمد الذي أودي بحياة الطبيب سعيد جودة الذي كان في طريقه إلى مستشفى العودة لتقديم الرعاية الصحية للمصابين.
بمقتل الطبيب سعيد جودة، ارتفع عدد قتلى القطاع الصحي في غزة، منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى 12 ديسمبر 2024، إلى 1750 حسب الاحصائيات الفلسطينية.
تلاحظ صحفيات بلا قيود، ارتفاعاً متزايداً بالانتهاكات التي تستهدف هذا القطاع الخدمي والضروري لحياة عشرات الآلاف من المواطنين، ولهذا ندعو المجتمع الدولي بسرعة التدخل لحماية ما تبقى من المنشآت الصحية، وحماية ما تبقى من العاملين في القطاع الصحي.
بسبب الاستهداف الإسرائيلي المتواصل، خرج أكثر من 150 مستشفى ومؤسسة صحية في غزة عن الخدمة، بعضها بشكل كلي. لم يتبق في شمال غزة غير مستشفيين اثنين؛ مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة.
وكان الدكتور سعيد جودة، اليوم متجهاً من مستشفى كمال عدوان إلى مستشفى العودة لمعالجة المصابين، لكن طائرة مسيرة من نوع "كوادر كابتر" تابعة لقوات الاحتلال، أطلقت عليه النار بشكل مباشر وأردته قتيلاً.
تعبر صحفيات بلا قيود عن أسفها الشديد لمقتل هذا الطبيب المثابر الذي استمر في تقديم خدمات إنسانية وسط جحيم الإبادة رغم إصابته قبل أسبوعين، ونعتقد أن استهداف الطبيب سعيد جودة، هو استمرار لنهج الإبادة الجماعية باستهداف كل ما يمت للحياة بصلة، من الممتلكات المدنية والمدنيين والمنشآت التي تقدم الخدمات لهم ومقدمي الخدمات، مثل الأطباء.
وتزايدت الاعتداءات على القطاع الصحي في شمال غزة، للقضاء على آخر المستشفيات التي تقدم خدماتها بإمكانيات شحيحة لآلاف المدنيين، مستشفى كمال عدوان يشهد سلسلة اعتداءات لم تتوقف منذ أيام، وكانت منظمة صحفيات بلا قيود قد أدانت سلسلة الاعتداءات التي يتعرض لها المستشفى ومحيطه، من بينها الغارات الإسرائيلية في 6 ديسمبر، والتي أودت بحياة أكثر من 30 مدنياً. كان المستشفى قد تعرض للقصف خمس مرات قبلها. لقراءة المزيد اضغط هنا
وينص قرار الأمم المتحدة 2675 على أن «منطقة المستشفى أو أي ملجأ مماثل لا ينبغي أن تكون هدفاً للعمليات العسكرية» ولهذا «لا يسمح أبدا بالهجمات العشوائية أو المستهدفة على المستشفيات والوحدات الطبية والعاملين الطبيين الذي يعملون بصفة إنسانية».
تعتقد صحفيات بلا قيود، إن إفلات القادة الإسرائيليين من العقاب، والدعم الذي تتلقاه حكومة الاحتلال وجيشها، هو ما يشجع الاحتلال على التمادي في أفعال الإبادة واستهداف المدنيين بقسوة. من المؤسف أن استهداف منطقة مستشفى كمال عدوان قد تكررت الأربعاء 11 ديسمبر، وقصف طيران الاحتلال الإسرائيلي منزلاً لعائلة أبو الطرابيش قرب المستشفى، ما أدى إلى استشهاد 22 شخصاً من العائلة.
تعتبر هذه الهجمات المتعمدة انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، تنص المادة 18 من اتفاقية جنيف الرابعة على أنه: «لا يجوز بأي حال الهجوم على المستشفيات المدنية المنظمة لتقديم الرعاية للجرحى والمرضى والعجزة والنساء، ويجب احترامها وحمايتها في جميع الأوقات». بينما تنص المادة 19 من الاتفاقية نفسها على: «عدم جواز وقف الحماية الواجبة للمستشفيات المدنية».
ترى صحفيات بلا قيود، بأن استمرار الانتهاكات في القطاع الصحي بغزة، وآخرها الاستهداف المتكرر لمستشفى كمال عدوان، وكذلك استهداف العاملين بالقطاع الصحي، وآخرها قتل طبيب العظام الوحيد في شمال غزة الدكتور سعيد جودة، يعد وصمة عار في جبين المجتمع الدولي المطالب بسرعة التدخل لحماية المدنيين والممتلكات المدنية والمنشآت التي تقدم خدماتها للمواطنين، وفوراً.
صادر عن منظمة صحفيات بلاقيود
13 ديسمبر /كانون الأول 2024