توكل كرمان تمنح جائزة السلام الدولية للاطفال لبانا العابد في احتفال مهيب بالعاصمة ستوكهولم
شهد مبنى بلدية ستوكهولم العريق حفلا استثنائيا في دورته الحادية والعشرين، حيث قامت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان بمنح جائزة السلام الدولية للاطفال للطفلة السورية بانا العابد،
تكريما لدورها المحوري في اعادة الامل للاطفال المتضررين من ويلات الحروب. وحصلت بانا على الجائزة تقديرا لجهودها المؤثرة في لم شمل الاطفال النازحين مع عائلاتهم، واعادة بناء المدارس، ودفع عجلة التعليم والمناصرة في مناطق النزاع، في عمل انساني يتجاوز حدود رفع الوعي الى مبادرات ميدانية غيرت حياة الاف الاطفال.
وخلال الحفل، قالت الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان :"نكرم بانا العابد بجائزة السلام الدولية للاطفال تقديرا لجهودها في توثيق جرائم نظام بشار الاسد، وتسليط الضوء على معاناة الاطفال في مناطق صراع عديدة، في سوريا وفي غزة والسودان واوكرانيا."
وأكدت كرمان ان بانا "تنتمي الى سوريا الاطفال الذين هتفوا للكرامة، وسوريا النساء اللواتي واصلن الصمود رغم الجراح، وسوريا الشباب الذين ما يزالون يحملون احلاما كبيرة لا تنطفئ. من جانبها، اوضحت لجنة التحكيم ان منح الجائزة لبانا جاء نتيجة اعمالها الميدانية المؤثرة، التي تشمل لم شمل الاف الاطفال مع اسرهم، واعادة فتح المدارس التي دمرها النزاع، وتوفير السكن والتعليم للشباب النازحين، وتنفيذ برامج تعليمية ونفسية للاجئين، مشيرة الى ان جهود بانا تمتد الى اعادة بناء حياة كاملة لهؤلاء الاطفال".
وتعرف بانا بنشاطها الواسع في مناصرة الاطفال المتضررين من الحرب في مناطق عدة، بينها غزة، السودان، اوكرانيا، وسوريا. وقد اسهم عملها المباشر في اعادة جمع اكثر من خمسة الاف طفل سوري مفقود مع اسرهم، وافتتاح مدارس دمرها القصف، وتوفير مساكن مؤقتة للشباب النازحين لضمان عودتهم الى التعليم والحياة الكريمة.
إلى جانب نشاطها الانساني، تعد بانا العابد كاتبة بارزة؛ فقد ترجمت كتبها "يا عالم" و"اسمي بانا" الى خمس عشرة لغة، وكتبت لمنصات عالمية، وقدمت ورشا تدريبية، وشاركت في افلام وثائقية منها "اصوات من سوريا". كما تقوم بزيارات ميدانية لمخيمات اللاجئين في تركيا والاردن لتقديم الدعم المباشر، وتخطط لتوسيع تأثيرها من خلال البودكاست والافلام الوثائقية وورش تدريب الناشطين الشباب، مع بناء شبكات تعاون عالمية للدفاع عن حقوق الاطفال.
وفي تعليقها على حصولها على الجائزة، قالت بانا العابد ان السلام ليس ترفا، داعية العالم الى الاصغاء لمعاناة الاطفال، ومؤكدة انهم فقدوا طفولتهم بسبب الحروب والصراعات، وانهم يريدون السلام، وموجهة رسالة للاطفال الذين يعانون في الحروب بانهم ليسوا وحدهم.


Ar
En