أدانت منظمة «صحفيات بلا قيود» هجوم قوات الاحتلال الإسرائيلي على السفينة الإغاثية "مادلين" فجر يوم الاثنين 9 يونيو/حزيران الجاري في المياه الدولية قرب غزة.
ووصفت المنظمة عملية اختطاف السفينة والنشطاء والصحفيين المتطوعين، على متنها بأنها جريمة تنتهك اتفاقية جنيف لعام 1958 واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982، اللتين تكفلان حق المرور الآمن للسفن في المياه الدولية.
وكانت السفينة مادلين قد أبحرت من إيطاليا ضمن مبادرة تحالف أسطول الحرية وعلى متنها نشطاء وصحفيين متطوعين، من فرنسا وألمانيا والبرازيل وتركيا والسويد وإسبانيا وهولندا، كانوا يحملون مساعدات إنسانية رمزية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
بحسب متابعات صحفيات بلا قيود، أصدر وزير الدفاع في حكومة نتنياهو، أوامره لاعتراض السفينة قبل وصولها، أمس الأحد. وفجر الاثنين أسقطت طائرات مسيرة مادة بيضاء مجهولة على السفينة قبل أن تحاصرها طائرات من نوع "كوادكوبتر" في المياه الدولية وإصدار أصوات لترهيب النشطاء والصحفيين المتطوعين والتشويش عليهم، وقبل اقتراب الزوارق التابعة لقوات الكوماندوز البحرية للسيطرة على السفينة، تم قطع الاتصالات بشكل كامل عنها.
ونوهت صحفيات بلا قيود إلى أن جيش الاحتلال أمعن في ازدرائه للقانون الدولي والأخلاق الإنسانية، إذ بث جزء من الانتهاك متباهياً بأفراده المدججين بالأسلحة وهم يطلبون من النشطاء والصحفيين العزَّل رفع أيديهم للأعلى استعداداً لاعتقالهم.
وسائل إعلام عبرية ذكرت بأن مصلحة السجون الإسرائيلية جهزت للنشطاء والصحفيين، زنازين منفصلة بسجن غفعون في الرملة، وأن وزير الأمن القومي، المتطرف إيتمار بن غفير أوعز بمنع إدخال أجهزة الاتصال والراديو والتلفزيون إلى السجون وحظر أي رموز فلسطينية.
وقالت صحفيات بلا قيود إن اعتراض السفينة الإغاثية وخطف الناشطين والصحفيين، هو عمل متعمد ضمن السياسية الممنهجة التي تفرضها سلطات الاحتلال بمنع وصول المساعدات الإنسانية الضرورية لحياة أكثر من مليوني مدني يعانون من الحصار والإبادة منذ 20 شهراً.
يذكر أن قوات الاحتلال كانت قد شنت هجوماً عنيفا على إحدى سفن أسطول الحرية بتاريخ 2 مايو الماضي، تسبب باندلاع حريقٍ كبير في هيكل السفينة «كونشياس - الضمير العالمي» التي كانت تحمل نشطاء حقوقيون من 21 دولة، يحملون مساعدات إنسانية لإنقاذ حياة المدنيين.
وتحظر قوات الاحتلال، على الصحفيين الأجانب ووسائل الإعلام الدولية الدخول إلى قطاع غزة، في إجراء هو الأطول في تاريخ الحروب المعاصرة، ويأتي هذا المنع، بالتزامن مع استهداف الصحفيين المحليين وعائلاتهم، إذ قتلت إسرائيل حتى الآن 226 صحفياً وصحفية منذ أكتوبر 2023، بهجمات متعمدة تهدف إلى حجب جزء من الفظائع التي أسفرت عن مقتل قرابة 55 ألف إنسان حتى الآن ودمرت أكثر من 70% من قطاع غزة.
"صحفيات بلا قيود" تطالب بالآتي:
ـ الكشف الفوري عن أماكن احتجاز المختطفين
ـ الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين والمختطفين.
ـ التحرك العاجل لإيقاف "جريمة الإبادة الجماعية" المستمرة في غزة
ـ ضمان حماية الصحفيين والعاملين في المجال الإنساني.
ـ السماح للصحافة الدولية والمراسلين الأجانب، بالدخول إلى غزة فوراً، ودون قيد أو شرط.
