غزة: جيش الاحتلال يقتل صحفياً ويمنع المسعفين من الوصول إليه

جددت منظمة صحافيات بلا قيود، إدانتها للانتهاكات المستمرة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين الفلسطينيين، وقالت صحفيات بلا قيود بأن القنص الذي أودى بحياة مصور صحفي اليوم الجمعة، هو دليل آخر يثبت تعمد الاحتلال الإسرائيلي استهداف الصحفيين الذين يزودون العالم الخارجي بالحقائق والمعلومات التي تكشف أفعال الإبادة الجماعية في قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر 2023.

وأفادت وسائل الإعلام الفلسطينية، بأن المصور الصحفي سائد نبهان، قُتل برصاص قناص إسرائيلي أثناء تأدية عمله الصحفي في منطقة المخيم الجديد بمخيم النصيرات وسط غزة. ونقلت قناة الغد، التي كان يعمل بها سائد نبهان، عن مراسلها، تأكيده بأن قوات الاحتلال منعت الطواقم الطبية لمدة نصف ساعة من الوصول إلى جثمان زميله المصور.

ومنذ 14 شهراً، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، استهداف المدنيين والأعيان المدنية في قطاع غزة، بما في ذلك النازحين في المدارس، ونسف الأعيان المدنية، وحصار ما تبقى من المستشفيات ومداهمتها.
وارتفع عدد الصحفيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023، وحتى 10 كانون الثاني/يناير 2025 إلى 203 صحفي.

وقالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين إن مقتل نبهان «جزء من سياسة الاستهداف المنهجي التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي تنفيذها ضد الصحفيين الفلسطينيين، وأن الاحتلال يواصل تعمد استهداف الصحفيين وكوادر الإعلام الفلسطيني في محاولة يائسة لطمس الحقيقة وتغطية جرائمه بحق الشعب الفلسطيني».

وكانت منظمة صحفيات بلا قيود، قد أصدرت تقريراً بعنوان "عام إبادة الصحفيين في غزة" في أكتوبر الماضي، وأشار التقرير بأن استهداف الصحفيين لم يكن عشوائياً «في أكثر من حالة؛ عَمَد الاحتلال على استهداف الطواقم الصحفية خلال تغطية الحقائق رغم إبلاغها المسبق بوجود طواقم صحفية تعمل في المكان، ووجود كل الإشارات على أن من يعمل هم صحفيين».

ويشدد القانون الدولي الإنساني على حماية الصحفيين والصحفيات بصفتهم المدنية، ولا يعتبر وجودهم في مناطق النزاع المسلح ذريعة لاستهدافهم، حسبما تؤكده المادة 79 من البروتوكول الأول الملحق باتفاقيات جنيف الأربع، كما  يعد استهداف الصحفيين في النزاعات المسلحة انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
وتنص اتفاقيات جنيف، وخاصة البروتوكول الإضافي الأول (المادة 79)، على حماية الصحفيين خلال النزاع المسلح، بينما يفرض العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية (المادة 19) حماية حق الصحفيين في التعبير.

وحملت صحفيات بلا قيود، الدول الداعمة لإسرائيل، المسؤولية عن استمرار أهوال الحرب غير الطبيعية في غزة، وقالت بأن الدول المؤثرة في القرار الإسرائيلي مطالبة بإيقاف كافة أشكال الدعم عنها، والضغط الفوري لإيقاف أعمال الإبادة. ودعت إلى سرعة تنفيذ قرار محكمة العدل الدولية بتسليم المسؤولين للعدالة.
وطالبت صحفيات بلا قيود، من المنظمات الدولية، العمل على التحقيق في جريمة مقتل الصحفي سائد نبهان وزملائه من قبل، وتوثيق تلك الانتهاكات، والعمل على محاسبة المسؤولين والمتورطين بارتكابها وفق المواد 7 و8 من نظام روما الأساسي.