اعتقلت دورية تابعة للجيش الوطني السوري المعارض، في 26 أغسطس/آب 2024، الصحفي "بكر القاسم" وزوجته "نبيهة طه" أثناء عودتهما من تغطية للأحداث في الشمال السوري،
وفيما أفرج عن "طه" لا يزال "القاسم" مخفياً قسراً ولم يتمكن من الوصول إلى عائلته أو توكيل محام.
تدين منظمة "صحفيات بلا قيود" بشدة اعتقال "بكر القاسم"، وتدعو الحكومة الموقتة التابعة للائتلاف السوري المعارض، إلى تحمل مسؤولياتها والإفراج الفوري عن الصحفي "بكر القاسم"، والتوقف عن تحوّل إلى نسخة جديدة من نظام بشار الأسد الدكتاتوري.
وكان "بكر القاسم" (29 عاماً) وزوجته الصحفية "نبيهة طه" (25 عاماً) في طريق عودتهما إلى المنزل بعد تغطية الأحداث في شمال سوريا، قبل أن توقفهما دوريات تابعة للشرطة العسكرية السورية في "دوّار حلب" عند "سوق الهال" في "مدينة الباب"، وجرى وضعه في سيارة وزوجته في سيارة أخرى، ليختفي بعدها "القاسم" ويفرج عن زوجته بعد ساعات. وحسب شهادة زوجته فإن الجنود قالوا عند رؤيتهم "هذا هو، انه هو". واقتيدت نبيهة طه إلى مركز شرطة في مدينة الباب، حيث تم استجوابها دون أن يتم إخبارها عن سبب اعتقالها أو اعتقال زوجها.
يعمل بكر القاسم لصالح وكالة الأنباء الفرنسية (أ.ف.ب) (AFP) ووكالة أنباء الأناضول التركية ويمتلك التصريحات اللازمة لممارسة العمل الصحفي في مناطق الشمال. وقالت "الفرنسية" في بيان إن اعتقاله تم "من دون معرفة الأسباب"، و"اعتدي عليه بالضرب والسحل خلال محاولته الاستفسار عن سبب اعتقاله". ويقول رئيس الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف السوري الذي اعتقل فيها "القاسم" إنه ليس لديه علم بتوقيف الصحفي في مناطق سيطرة حكومته.
كما داهمت القوات منزل "القاسم" وصادرت "وحدات التخزين والكاميرات" المملوكة للصحفي، وتسليمه إلى " المخابرات التركية" في منطقة "حور كلس".
تشعر "صحفيات بلا قيود" بالقلق من التقارير عن نقل "بكر القاسم" إلى سجن للمخابرات التركية على الحدود مع سوريا. وسبق أن نُقل إليها الناشط الإعلامي "كرم كلية" الذي يعمل مع وكالة "فرونت لاين" بعد اعتقاله في 26 يونيو/حزيران من منطقة "بلدة الراعي" دون معرفة التهم الموجهة إليه، ولم يُعرف مصيره حتى اليوم.
وأرسلت "صحفيات بلا قيود" لبعثة تركيا في الأمم المتحدة طلبا للتعليق ولم تتلق الرد بعد.
وقالت منظمة "صحفيات بلا قيود" إن "على فصائل المعارضة السورية -وحلفائها- الكف عن تقليد نهج نظام بشار الأسد تجاه الصحافة المستقلة في البلاد، والإفراج الفوري غير المشروط عن "كرم كلية" و"بكر القاسم" والسماح لهما بالعودة إلى العمل دون تضييق".
وتدعو صحفيات بلا قيود الحكومة السورية المؤقتة إلى احترام حرية التعبير، وممارسة الصحفيين المستقلين لعملهم بحرية والذي يتم تقويضها بشكل متزايد من خلال شتى أشكال التضييق.