الأخبار

اليمن: إدانة مقتل المعلمة نسرين أديب بعدن 

اليمن: إدانة مقتل المعلمة نسرين أديب بعدن 

عدن - أدانت منظمة “صحفيات بلا قيود” بأشد العبارات جريمة مقتل المعلمة نسرين أديب، التي وقعت صباح يوم الثلاثاء 14 يناير 2025، في شارع التسعين بمديرية المنصورة بالعاصمة المؤقتة عدن. ووصفت المنظمة الجريمة بأنها بشعة وهزّت المجتمع، مشيرة إلى أنها تعكس تفاقم ظاهرة العنف الأسري وضعف منظومة الحماية القانونية والأمنية في البلاد.

وأكدت المنظمة أن هذه الحادثة ليست معزولة، بل تأتي نتيجة مباشرة لتقاعس السلطات الأمنية والقضائية عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الضحية، رغم التهديدات والاعتداءات السابقة التي تعرضت لها وبلاغاتها المتكررة، مما أدى في النهاية إلى وقوع هذه الجريمة المروعة التي أودت بحياة الضحية.

وأوضحت المنظمة، استناداً إلى المعلومات التي تلقتها، أن الجريمة وقعت حين اعترض الجاني، وهو زوج الضحية، الحافلة المدرسية التي كانت تقل المعلمة نسرين أديب وعدداً من التلاميذ في شارع التسعين، اثناء توجههم للمدرسة، حيث أطلق النار عليها من سلاح ناري، ما أدى إلى مقتلها على الفور أمام عدد من التلاميذ داخل الحافلة. وأشارت المنظمة إلى أن الضحية كانت قد تقدمت ببلاغات و شكاوى متعددة إلى الجهات الامنية، تضمنت تعرضها لاعتداءات وتهديدات متكررة من الجاني، شملت وضع قنبلة يدوية أمام منزل أسرتها، إلا أن الجهات الأمنية تجاهلت تلك البلاغات، ما سمح بتصعيد التهديدات وصولاً إلى ارتكاب الجريمة.

وأضافت المنظمة أن الضحية كانت قد رفعت دعوى قضائية تطالب فيها بالطلاق بسبب تعرضها للعنف المستمر من زوجها، وقدمت خلال جلسات المحكمة أدلة تثبت تعرضها للضرب والتهديد، بما في ذلك محاولة إرهابها بقنبلة يدوية. ومع ذلك، أفادت مصادر حقوقية وصحفية بأن المحكمة أغلقت ملف الدعوى يوم الأحد الماضي، بعد إعلان القاضي إسقاط القضية بسبب وفاة المدعية، وهو قرار أثار انتقادات واسعة نظراً للظروف التي انتهت بمقتلها.

كما أوضحت المنظمة أنها اطلعت على مقطع فيديو نشره ناشطون، يظهر اعتداء الجاني على الضحية بالضرب في الشارع قبل أيام من وقوع الجريمة، دون أن تتخذ الجهات الأمنية أي إجراء لحمايتها أو مساءلة الجاني. كما اطلعت على إفادة شقيقة الضحية، التي أكدت أن الأسرة لجأت مراراً إلى الشرطة طلباً للحماية، لكنها تجاهلت تلك المناشدات، ما أدى إلى تفاقم الوضع وانتهائه بجريمة القتل.

وأكدت المنظمة أن جريمة مقتل نسرين أديب تعكس فشل المنظومة الأمنية والقضائية في توفير الحماية اللازمة للنساء، خاصة في ظل غياب آليات فعالة للتعامل مع قضايا العنف الأسري. وشددت على ضرورة مساءلة الجهات الأمنية عن تقصيرها في التعامل مع بلاغات الضحية وتوفير الحماية لها، محذرة من أن هذا النمط من التجاهل يعزز الإفلات من العقاب ويعرض مزيداً من النساء لخطر العنف.

كما أشارت المنظمة إلى أن تهديدات الجاني لم تتوقف بعد ارتكابه للجريمة، حيث أفادت مصادر حقوقية أن أشقاء الضحية تلقوا تهديدات مباشرة بالقتل من قبل الجاني، ما يزيد من الخطر الذي يواجهه أفراد الأسرة ويبرز تقاعس السلطات عن التحرك الجاد لحمايتهم.

وأكدت المنظمة أن استمرار تهديدات الجاني لعائلة الضحية يعكس غياب الردع القانوني والأمني، مشددة على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان سلامة أشقاء الضحية وأفراد عائلتها، ومحاسبة الجاني على كافة الجرائم التي ارتكبها.

طالبت “صحفيات بلاقيود” بسرعة القبض على الجاني وتقديمه للعدالة دون تأخير، وتوفير الحماية الفورية لعائلة الضحية، مع تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لكشف ملابسات الجريمة وأوجه التقصير الأمني والقضائي. كما دعت إلى مراجعة شاملة للسياسات الأمنية والقضائية لضمان توفير حماية فورية وفعالة للنساء المعرضات للخطر، والعمل على بناء منظومة قانونية تردع مرتكبي العنف وتحاسب المقصرين في حماية الضحايا.

وفي ختام بيانها، دعت المنظمة إلى دعم جهود حماية النساء في اليمن، والعمل على تعزيز آليات المحاسبة لضمان عدم إفلات مرتكبي جرائم العنف من العقاب. وجددت المنظمة تأكيدها على ضرورة تحقيق العدالة للضحية نسرين أديب، داعية إلى تقديم كافة أشكال الدعم النفسي والاجتماعي لأطفالها الذين باتوا ضحايا لفقدان والدتهم في هذه الجريمة المروعة.

 

 

Author’s Posts

مقالات ذات صلة

Image