قوات الامن تفرق بالقوة تظاهرة تضامنية مع مهجري الجعاشن وتفرج عن كرمان بعد اعتقالها لساعات
أفرجت أجهزة الأمن عن رئيس منظمة صحفيات بلا قيود توكل كرمان بعد اعتقالها أثناء مشاركتها في تظاهرة نظمتها "بلا قيود" تضامناً مع مهجري الجعاشن مساء يوم أمس الثلاثاء بالعاصمة صنعاء، بينما لا يزال 5 من مهجري الجعاشن رهن الاعتقال".
وعقب الإفراج عن توكل كرمان، اعتصم ناشطون وحقوقيون وصحافيون وسياسيون أمام قسم شرطة العلفي احتجاجاً على استمرار احتجاز 5 من مهجري الجعاشن حتى وقت متأخر من الليل.
وفي الاعتصام الذي نظمته بلا قيود تضامناً مع مهجري الجعاشن خرج المعتصمين من مخيم أبناء الجعاشن الكائن أمام جامع الجامعة الجديدة متوجهين إلى ساحة الحرية من اجل تصعيد قضيتهم التي لم تجد حلاً وأثناء سيرهم فوجئ المشاركين في الاعتصام بأربعة من أطقم الأمن تعترضهم في شارع الزبيري الساعة التاسع مساءً وقاموا بإطلاق الرصاص الحي في الهواء والاعتداء على المعتصمين واعتقال توكل كرمان وخمسة آخرين من مهجري الجعاشن بينهم رجل عجوز وإطلاق مادة حارقة على بشرى الصرابي الذي تمزقت ثيابها من الخلف وأصيبت بحروق متفرقه من جسدها أثناء ما كانت تقوم بتصوير الاعتداءات والاعتقالات.
وقبل أن ترمى عليها هذه المادة اعتداء عليها رجال الأمن لمحاولة أخذهم الكاميرات التي كانت بحوزتها وتم مصادرة كاميرا فيديو وأخرى ديجيتال كان يتم فيها تصوير الاعتصام.
وكانت بلا قيود ومهجري الجعاشن قد نظموا صباح يوم الثلاثاء إعتصاماً حضره العشرات من الحقوقيين المتضامنين معهم أمام بوابة جامعة صنعاء وناشد مهجري الجعاشن طلاب الجامعة بالوقوف معهم بعد أن خذلتهم الدولة وأجهزتها من اجل استرداد حرياتهم وحقوقهم المنتهكة من قبل شيخ الجعاشن.
ومن ثم انتقل مهجري الجعاشن مع العديد من المتضامنين معهم إلى ساحة الحرية الواقعة أمام مجلس الوزراء ثم إلى أمام مجلس النواب للمطالبة بإعادتهم إلى قراهم أحرارا امنين وإعادة ما أخذ وسلب منهم وإقفال سجون الشيخ الخاصة ومحاسبته ومليشياتيه جنائيا ومدنياً.
وفي الاعتصام انتقدت توكل كرمان رئيسة منظمة صحفيات بلا قيود الخذلان الكبير الذي تعرض له أبناء الجعاشن من أعضاء مجلس النواب ، والذين يترددون على المجلس منذ عشرة أشهر ، واشارت إلى أن مهجري الجعاشن لم يحضون حتى بمجرد سؤال عن حالهم من النواب و لم ينالوا منهم مجرد زيارة ، واتهمت النواب بالتواطؤ في جريمة تهجيرهم والرضى عما يفعله شيخ الجعاشن شركاء شيخ الجعاشن بسكوتهم ومساندتهم " برما لأنهم يمارسون نفس الأخطاء والتجاوزات بحق رعاياهم.
ووصفت كرمان مجلس النواب بـ"مجلس الشيوخ" لأن الغالبية الساحقة لأعضائه شيوخ واعتبرته " وشؤون القبائل وجهان لعملة واحدة".
بدوره أشار عضو المكتب السياسي للحزب الإشتراكي اليمني يحيى الشامي إلى أن إزالة مخيم الجعاشن أمر مأساوي ليس لأن اللجنة المسجدية في جامع الجامعة أزالت مخيمهم الذي كانوا فيه فحسب ، وإنما لتجاهلهم الفظيع لهذه القضية الاجتماعية.
وأضاف الشامي إلى أن "هذه القضية طبيعة اجتماعية وسياسية" وتمنى على " الاتحاد الزراعي الأول وكذلك اتحاد العمال الوقوف إلى جانب منظمة صحفيات بلا قيود ومنظمة هود كمنظمات تبنت هذه القضية" ، مؤكداً أن هذا الذي حدث والذي يحدث يضع القوى السياسية أمام مسؤوليتها باتجاه الضغط على الحكومة الحالية، وأن هذه مشكلة اجتماعية ينبغي إن يحدد الحاكم موقفه منها ، كما يجب ان تحل هذه القضية لان المشاكل من هذا النوع موجودة في أكثر من منطقة.
من جانبه اعتبر الناشط الحقوقي موسى النمراني قضية الجعاشن "علامة تاريخية من علامات الانحطاط الأخلاقي والسياسي ودليل على شلل تام في مفاصل السلطة التي تهتم بصناديق الانتخابات على حساب كرامة الناخبين وحقهم في الحياة الكريمة"، مشيرا إلى أن "استمرار معاناة هؤلاء الفلاحين البسطاء هو محك طويل المدى أمام السلطة والمعارضة على حد سواء".
وتمنى أحد المهجرين في قصيدة شعرية القاها في الاعتصام عودة الشهيد الحمدي ليعيش أبناء الجعاشن في ظل حمايته وأمنه.