صحفيات بلا قيود ترصد 256 حالة انتهاك ضد الصحافة في العام 2009 وتصفتها بـ"الخطيرة وغير المسبوقة"
أعلنت منظمة صحفيات بلا قيود أن العام 2009 تميز عن غيره من الأعوام السابقة بالانتهاكات النوعية الخطيرة وغير المسبوقة، والتي بلغت 256 انتهاك تنوعت مابين اعتداء مباشر بالضرب والاختطاف والاخفاء القسري للصحفي، ومصادرة الصحف والتوجيه بعدم طباعتها وحصارها بالجنود والأسلحة، والسجن والمحاكمات.
وأوضحت صحفيات بلا قيود في تقريرها السنوي حول الحريات الصحفية في اليمن للعام 2009 أنه تم في هذا العام إنشاء محكمة غير دستورية واستثنائية متخصصة بقضايا الصحفيين بقرار من وزارة العدل على غرار المحكمة غير الدستورية الجزائية المتخصصة بقضايا الإرهاب، لافتة إلى أن المحكمة خصصت لمحاكمة الصحفيين والصحف على قضايا الرأي والنشر وصممت وفقاً لعقيدة أن الصحافة شر محظ وجناية وعمل عدائي لتبقى مهمة القاضي تحديد العقوبة فحسب.
وأشارت بلا قيود إلى أنه تم تنفيذ عقاب جماعي للصحفيين بواسطة هذه المحكمة التي أحيل إليها حسب تصريح لوزير الإعلام أكثر من 150 قضية نشر، موضحة أن التهمة توجه في القضية الواحدة لأكثر من صحفي ومحرر من محافظات تبعد عن العاصمة صنعاء بمئات الكيلومترات عن محل إقامتهم.
وذكرت بلا قيود أن الجديد حول انتهاكات هذا العام هو أن صحيفة الأيام حصدت وللسنة الثالثة على التوالي النسبة الأعلى للانتهاكات التي طالت كل طاقمها رئيس تحرير ومحررين وموظفين وحتى حرس الصحيفة ، كما أنها تعرضت هذا العام لصنوف إضافية من الانتهاكات أكثر قسوة وبشاعة وبصورة يمكن القول معها انه لم يحدث وان تعرضت لها من قبل أي صحيفة في العالم وليس في اليمن فحسب.
وقالت رئيس منظمة صحفيات بلا قيود توكل كرمان إن العام 2009 كان عام الحرب المفتوحة ضد الوسط الصحفي وكل من ينتمي إليه أو تجمعه به علاقة أو عمل ، حرب طالت الصحف ورؤساء التحرير والمحررين والمراسلين بصورة شبه يومية ، وكذلك المطابع والموزعين وسيارات التوزيع وأكشاك البيع.
وأضافت توكل كرمان "ومن المؤسف أن الانتهاكات الرسمية في هذا العام جاءت كثيرة العدد والنوع، كما أن جلها حدث بالتزامن مع حالات القمع والانتهاك الرسمي لكافة أشكال التعبير السلمي بشقها الحركي المتمثل بالاعتصامات والتظاهرات".
وتابعت كرمان "وقد مورست هذه الانتهاكات الرسمية في الأزمنة والأمكنة ذاتها التي كان الصحفيون يتواجدون فيها لتغطية الاحتجاجات ، كما مورست لاحقا ضد الصحفيين على خلفية تغطيتهم الصحفية لتلك الفعاليات".
وأعربت كرمان عن أسفها أن وزارتي الاتصالات والإعلام هما من تصدرتا قائمة الجهات الرسمية الأكثر انتهاكا لحرية التعبير وهي الجهات التي من المفترض أنها ترعى حرية الصحافة وتكفل تدفق المعلومة وتداولها وترعى وتضمن حرية المعرفة والاتصال.