أهدت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان إهداء جائزة الحرية السنوية للعام 2016 التي منحها إياها المتحف الوطني للحقوق المدنية الاميركي لشباب اليمن "الذي امتلك الحلم وفجر لأجله اعظم ثورة سلمية في المنطقة ولايزال يكافح من اجل الحلم"، معلنة عن تبرعها بالمبلغ المادي للجائزة لصالح جهود الإغاثة في تهامة.
جاء ذلك في كلمة لها خلال الحفل الذي أقامه المتحف الوطني للحقوق المدنية بمقره في موقع لورين موتيل القديم بمدينة ممفيس الاميركية، حيث قتل زعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كنغ، لتسلميها جائزة الحرية السنوية للعام 2016 بالاضافة إلى أربعة من المدافعين عن حقوق الانسان في العالم هم؛ الصحفي سوليداد أوبراين، محامي الحقوق المدنية بنيامين دمدم، والقاضي دامون جيروم كيث من محكمة استئناف الولايات المتحدة، والمحامي وناشط العدالة الاجتماعية بريان ستيفنسون.
وقالت توكل كرمان إن " جائزة الحرية مستحقة لشعبنا اليمني العظيم لكفاحه الكبير المستمر في سبيل الحرية والكرامة، وأنه هو من تسلمها اليوم ممثلاً بأحد مواطنيه، وسأهديها لشبابه العظيم الذي امتلك الحلم وفجر لأجله اعظم ثورة سلمية في المنطقة ولايزال يكافح من اجل الحلم ، سأعلن تبرعي بالمبلغ المادي لصالح جهود الإغاثة في تهامة".
وأعربت كرمان عن فخرها بمنحها جائزة الحرية السنوية للعام 2016 من قبل المتحف الوطني للحقوق المدنية، داعية في الوقت نفسه شعوب العالم إلى التوحد ضد الاستبداد والظلم وضد انتهاكات حقوق الانسان، والعمل من أجل قيمنا الإنسانية بكل اخلاص.
وقالت كرمان "إنه لشرف كبير لي أن أكون بينكم اليوم، أثق أننا نتشارك ذات الايمان بالقيم الانسانية الاساسية في هذه الارض، وفي مقدمتها القيمتين العظيمتين الحرية والكرامة، فخورة بهذا التكريم..ذلك يبعث لدي عزماً متزايداً للمضي قدما في كفاحنا العظيم في سبيل الحرية والكرامة ومعي شباب كثيرون نتشارك ذات الحلم وذات الجسارة في الكفاح في سبيله".
وأضافت "أقبل هذه الجائزة باسمي وباسم الشباب اليمني والعربي الذي امتلك الحلم بالحرية والكرامة ..الضائق من دولة الفرد والعائلة وحكومات الاستبداد والفساد والفشل، والمتطلع لدولة العدالة والمساواة والقانون".
ودعت كرمان شعوب العالم إلى التوحد ضد الاستبداد والظلم وضد انتهاكات حقوق الانسان، والعمل من أجل قيمنا الإنسانية بكل اخلاص، مؤكدة أن "الاستبداد لم يعد شأنا خاصا بهذه الدولة أو تلك، لقد امتد خطر الاستبداد إلى الدول الديمقراطية من خلال تفريخ الإرهاب، نعم الإرهاب هو ابن الاستبداد الشرعي، لا ينتج المستبدون إلا الإرهاب والموت والجوع".
وأشارت كرمان إلى أن "هذا العالم يجب أن يكون حرا ليس فيه سادة أو عبيد، عالم يحترم الإنسان دوت تمييز"، مشددة على أن "هذا العالم يجب أن يكون حرا ليس فيه سادة أو عبيد، عالم يحترم الإنسان دوت تمييز".
ولفتت كرمان إلى أنه "عندما نقرأ الأسباب التي دعت مارتن كنغ لأن يختار طريق الحرية ومناهضة العنصرية، ندرك أنه في أحيان كثيرة لا تتغير الأمور بالصورة التي نتمناها، فما تزال العنصرية والعنصريون يمارسون إهانة الحياة كل يوم، وقتل الإنسانية كل لحظة في مناطق مختلفه من العالم".
وأضافت كرمان "صحيح أن الأمور صارت أفضل مما كانت عليه قبل سبعين عاما مثلا، لكن العالم لا يزال فيه عنصريون ومستبدون، بالنسبة لي لا توجد حدود فواصل بين أن يكون الشخص عنصريا وبين أن يكون مستبدا، في نهاية الأمر، العنصرية والاستبداد يحتاجان لكليهما، وهذا ما يجعلنا أكثر انتباها، ونحن نحارب الاستبداد والعنصرية معا".
وحول الشأن اليمني قالت كرمان إنه تم الغدر بأعظم ثورة سلمية شهدتها المنطقة، موضحة أن ميليشيا الحوثي المتحالفة مع الرئيس المخلوع علي صالح غزت المدن، وقوضت العملية الانتقالية التي انتجتها الثورة، وتسببت في حرب وكوارث لاحصر لهافي البلاد.
وأكدت كرمان أن الشعب اليمني بعد عامين من الانقلاب والحرب سيتجاوز الانقلاب والحرب معا، وسيسقطهما معا وسيمضي لتحقيق الحلم النبيل الذي فجر من اجلها الثورة دولة الحرية والمواطنة المتساوية والديمقراطية وسيادة القانون.