طالب المشاركون في ندوة "نحو مشاركة سياسية فاعلة للمرأة" التي أقامها تحالف القيادات النسوية بتعز بالتعاون مع منظمة صحفيات بلا قيود بسن تشريع قانوني ملزم للأحزاب والتنظيمات السياسية يعطي المرأة نسبة عادلة من مجموع المرشحين في كل عملية انتخابية.
وقالوا إن الحل لا يكمن في ميثاق شرف غير ملزم من الناحية القانونية توقعه الأحزاب, مستغربين عدم قيام الحزب الحاكم بالتشريع للمرأة كما يشرع للجرع.
وقالت رئيس منظمة صحفيات بلا قيود توكل كرمان "إننا في المجتمع المدني بشكل عام وفي تحالف القيادات النسوية بشكل خاص نراهن على الحزب الحاكم باعتباره صاحب الأغلبية الساحقة والمؤهل دستوريا لعمل تعديل, ونوجه الدعوة له لإنجاز هذا التشريع القانوني والذي سيعد منجزا تاريخيا سيحسب له".
وأوضحت كرمان أن إشكالية قصور مشاركة المرأة في قيادة الحياة السياسية والعامة ليست دينية ولكن المشكلة التي نعالجها في هذه الندوة يمكن توصيفها بالشكل التالي .. لماذا حضرت المرأة كناخبة وغابت كمرشحة ولماذا ظلت هذه الإشكالية لدى الجميع أحزاب اليسار واليمين إن صحت التسمية.
وأضافت كرمان لا اعتقد أننا نبحث عن إدانة الأحزاب بقدر ما نرجو الوصول إلى حلول .. فما هو الحل وكيف السبيل إلى تعزيز مشاركة أوسع للمرأة كمرشحة يتناسب مع مشاركتها كناخبة.
وتابعت كرمان "هناك أسباب عدة ذات اثر سيء حال دون مشاركة متوازنة للمرأة أسوة بمشاركة الرجل على علاتها, إلا أن هناك أشياء أكثر وجاهة وهي حداثة التجربة وعدم رسوخها حيث تبينت في حالات كثيرة أن الفوز يحسمه أشخاص مفتولي العضلات يحسنون الضرب والطعن وحرق الصناديق".
من جهته، قال محافظ تعز القاضي عبدالله الحجري "اذا صدقت المقولة أن المرأة أخرجتنا من الجنة بلا تحالف فكيف اليوم وقد وجد تحالف وبلاقيود أيضا"، مبديا اعتزازه بهذه المبادرة والتي تؤكد بأننا وصلنا إلى مرحلة متقدمة باتجاه إشراك المرأة مع أخيها الرجل في بناء وتنمية هذا البلد والمشاركة ستكون فاعلة لان فيها مبادرة من قبل النساء وليس توظيف فقط من قبل الرجال.
وطالب الحجري بعدم إفراغ الطاقات في شعارات الصراع مع الرجل لأننا إذا أخذنا القضية على هذا النحو سنهدر الكثير من طاقاتنا وقدراتنا وجهودنا وأوقاتنا, مؤكدا أن المرأة أكثر كفاءة من الرجل , فالرجل يهدر وقته في البيت في تخزين القات وفي العمل في حل الكلمات المتقاطعة.
واقترح الحجري على الأحزاب السياسية بأن تقر وتوقع على وثيقة تتضمن بان يكون المحافظ القادم المنتخب لمحافظة تعز إمراة وابدى استعداده لتعميد مثل هذا المقترح.
من جهتها اعتبرت رئيس دائرة التعليم بالقطاع النسوي لحزب التجمع اليمني للإصلاح نظيرة النقيب أن المجتمع لا يمكن أن يحلق بجناح واحد ولا يمكن أن يعطل نصف المجتمع ويغيب عن جوانب الحياة المختلفة, فتغييب المرأة عن المشاركة السياسية يهضم الكثير من حقوق النساء لأنه لايمكن للرجل ان يتبنى ويدافع عن قضايا المرأة كما تدافع المرأة عن حقوقها.
اما رئيس فرع المؤتمر بمحافظة تعز جابر عبد الله غالب أكد أن الناس لا يتعصبون للنوع الذكوري ولكنهم يتعصبون لمن يحقق لهم خدماتهم.
على نفس الصعيد، انتقد رئيس اللجنة التنفيذية لتكتل أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة تعز الدكتور عبد الرحمن الازرقي تعامل بعض الأحزاب مع قضية المرأة كعقد يزين به عنقه ومكياج يصبغ به وجهه ليبرر واقعه المتخلف أو للاستجابة لضغوط ومنح خارجية, مطالبا بإبعاد قضايا المرأة عن المناكفة والتوظيف السياسي.
من جانبه اوضح رئيس فرع حزب التجمع اليمني للاصلاح بتعز عبد الحافظ الفقيه ان اكبر مشكلة تواجهنا هي الوصاية وهناك اناس جعلوا انفسهم اوصياء على الاسلام واخرين اوصياء على الوطنية والبعض اوصياء على المرأة مشيرا الى ان سبب تخلفنا هو ان الرجل لا يفرق بين القوامة والوصاية كما ان الحاكم لايفرق بين ان يحكم وبين ان يملك.
إلى ذلك قال رئيس مجلس ادارة مؤسسة الجمهورية للصحافة والطباعة والنشر سمير اليوسفي الى انه لا يوجد مشاركة سياسية حقيقية للرجل معتبرا عنوان الندوة قفزا على الواقع باعتبار ان الديموقراطية لاتزال عورة في العالم الاسلامي، مشيدا بتطور خطاب الاصلاح تجاه المرأة لكنه يرى ان المشكلة تكمن في وجود خطابين خطاب يرى ان من حق المرأة حق الولاية وخطاب يرى ان المرأة عورة صوت وصورة وشبه امين المقطري القيادي الناصري وضع المرأة اليمنية باوضاع المتقاعدين في المحافظات الجنوبية ساخرا من ان ياتي الرجال ليختلفوا في وجهات نظرهم في ندوات النساء.
يشار إلى أنه كان تم في الندوة اشهار تحالف القيادات النسوية بتعز بهدف تحقيق المواطنة المتساوية ومن اجل رفع مستوى مشاركة المرأة في القضايا السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية وحصولها على مشاركة اوسع في المجالس المحلية والمجلس التشريعي ومجلس الشورى فان هذا التحالف يتكون من مجموعة من النساء يمثلن عدد الجهات الرسمية والحزبية ومنظمات المجتمع المدنى.