المصدر أونلاين ـ غيداء الصبري . مازال الغموض يكتنف قضية اختطاف الصحفي وحيد الصوفي و ما تزال زوجة وحيد وأبنتاه ينتظرن منذ أكثر من عام ونصف أية معلومات عنه .. أين هو؟ في أي مكان محتجز؟ وما هو مصيره؟
أسئلة كثيرة تدور في فلك تلك الأسرة التي مر على غياب عائلها عام ونصف ولا شيء يذكر.
طرقت الأسرة كل الأبواب لتعرف أي معلومات عن وحيد، خاضت الأسرة ماراثون طويل من البحث عن مصير وحيد لدى الجهات الأمنية الواقعة تحت سيطرة سلطة الأمر الواقع حيث سألت عنه في إدارة البحث الجنائي والأمن والنيابة العامة ووزارة حقوق الإنسان وحاولت أن تجد من يساعدها من المنظمات الدولية العاملة في اليمن وفي مقدمتها الصليب الأحمر الدولي ومكتب المبعوث الاممي بصنعاء وعديد من المنظمات الحقوقية اليمنية والعربية والدولية، لكن دون جدوى.
وفي وقت سابق وجهت نقابة الصحفيين والاتحاد الدولي للصحفيين رسالة لجماعة الحوثي تطالبها بالكشف عن مصير الصحفي وحيد لكهنا لم تتلق أي رد حتى الآن.
تحدث البعض عن اعتقال الصوفي في منزل اللواء على محسن الأحمر بصنعاء الذي تتخذ منه مليشيات الحوثي مقراً وسجناً تابعاً لها، وأن وحيد قضى فيه أثناء تعرضه لقصف الطيران، لكن لا أحد اكد المعلومة، وفي أحدى الفترات اشيعت أنباء عن وفاة وحيد الصوفي في أحد المعتقلات بسبب التعذيب، إلا ان تلك المعلومات التي تداولها نشطاء وصحفيون لم تتأكد بعد.
لم يكن وحيد يحمل سلاحاً، ولا في ساحة المعركة حين تم اختطافه، وحسب المعلومات التي تم تداولها، كان يقف في طابور بمركز بريد التحرير في العاصمة صنعاء لتسديد فاتورة هاتفه، حينها باغته مسلحون بلباس مدني وأخذوه عنوة إلى سيارة بيضاء نوع لاند كروزر بدون لوحة معدنية لجهة مجهولة لا يعلم عنها أحد بحسب شهود عيان.
قصة إخفاء الصحفي وحيد الذي أنشأ موقعاً إخبارياً على الإنترنت أسماه موقع "العربية أون لاين" من أكثر القصص غموضاً، حيث لم تتوفر أي معلومات عن مكان احتجازه ولم تفصح أي جهة عن مكان تواجده، كما هو حال الصحفيين الآخرين الذين اعتقلتهم مليشيا الحوثي وصالح منذ بداية الانقلاب على السلطة الشرعية في مارس 2014 والتي كان أخرها اعتقال الصحفي يوسف عجلان من منزله في 13 أكتوبر 2016، ومع اختفاء عجلان، يرتفع عدد الصحفيين المختطفين في اليمن إلى 16 هذا العام، وفقا لما أوردته نقابة الصحفيين اليمنيين.
وحسب تصريح الصحفي نبيل الأسيدي عضو مجلس نقابة الصحفيين لـ"المصدر أونلاين" فإن قضية وحيد الصوفي تعتبر من أخطر القضايا التي تعرض لها الصحفيون في اليمن "كونه من اوائل من تم اختطافهم ومنذ يوم اختطافه حتى الان لا احد يعرف عنه شيئا ولم يستطع احد ان يتواصل الى مكان اخفائه قسراً".
ويشير الأسيدي، الذي تابع بشكل دائم قضية اختطاف وحيد الصوفي، إلى أن سلطات الامر الواقع التي تسيطر على صنعاء رفضت الادلاء بأي معلومات عنه ولم تكشف عن مصيره "على الرغم من أن ملابسات اختطافه واضحه وامام الناس حيث تم اختطافه من بريد التحرير في صنعاء اثناء تسديده لفاتورة انترنت".
ويضيف "رغم كافة المطالبات والمناشدات النقابيه والصحفيه اليمنيه والعربيه والدوليه للكشف عن مصير وحيد الا ان المليشيات لم تقدم اي معلومات، وهو امر بالغ الخطوره بأن يتم اختطاف وإخفاء صحفي قسراً في انتهاك صارخ لكل المواثيق والقوانين الانسانيه" .
وجدد مطالبة نقابة الصحفيين بالكشف عن مصير وحيد محملاً "سلطات الأمر الواقع المسئوليه الكاملة "ونؤكد أن هذه جريمه في حق الانسانيه يعاقب عليها القانون المحلي والدولي".
ما يزيد قصة وحيد الصوفي غموضاً هو أن مليشيات الحوثي التي تعتبر سلطة الأمر الواقع في العاصمة صنعاء وتسيطر على كل الوحدات والمرافق الأمنية لم تعترف أصلاً بوجوده لديها يذكر أن جماعة الحوثي وصالح عملت على اقتحام المؤسسات الإعلامية والصحفية منذ بداية الانقلاب وعملت على نهب محتوياتها واعتقال طواقمها كما تعرض عدد من الصحفيين والمصورين للقنص المباشر من قبل تلك الجماعة والبعض استخدم كدروع بشرية في أماكن معرضة للقصف والبعض كان ضحية الألغام كما حدث للمصور الشاب اواب الزبيري الذي قتل أمس الأول في انفجار لغم بأحد المنازل في منطقة العسكري شرق تعز وهو يوثق الدمار الذي أحدثته المواجهات.