دعت منظمة مراسلون بلا حدود إلى فتح تحقيق دولي ونزيه ومستقل لكشف ملابسات وفاة الصحفي الاستقصائي محمد العبسي، بعيداً عن الضغوط السياسية المحلية، "لفهم ملابسات هذه الوفاة وإنصاف عائلته عاجلاً أم آجلاً، وتقديم الجناة إلى العدالة.
وقالت مدير مكتب الشرق الأوسط في مراسلون بلا حدود، ألكسندرا الخازن، إن المنظمة المعنية بالدفاع عن حرية الإعلام "تأسف بشدة لوفاة الصحفي التي تبدو أقرب إلى جريمة قتل شنيعة".
وتوفي الصحفي الاستقصائي اليمني محمد العبسي (35 عاماً) على نحو مفاجئ يوم 20 ديسمبر في المستشفى بعد تناول وجبة العشاء مع أحد أقاربه في العاصمة اليمنية صنعاء، وكشف تشريح جثة العبسي أنه توفي بسبب سم قاتل.
وبناء على طلب عائلته، تم تأجيل الدفن من أجل إجراء تشريح للجثة، وفي 5 فبراير، قدم فريق متابعة هذه القضية للرأي العام نتائج التحليلات التي أُجريت في الأردن، حيث ضم ممثلين عن أسرة الصحفيو نقابة الصحفيين اليمنيين وعدد من مراكز الدراسات والمنظمات غير الحكومية، وخلصت نتيجة الفحص المخبري وتقرير الطبيب الشرعي إلى وفاة الصحفي بسبب غاز سام.
وما زالت علامات الاستفهام تحوم حول ملابسات وفاة محمد العبسي، حيث أفادت وسائل إعلام محلية وإقليمية بأن الصحفي الاستقصائي كان – قبل فترة وجيزة من وفاته – ينجز تحقيقاً في قضية حساسة ذات صلة بشركات نفطية قد تكون في ملكية قادة حوثيين.
ويُعرَف الصحفي محمد العبسي بتحقيقاته في الفساد والسوق السوداء واقتصاد الحرب. وكان يعمل في صحيفة الثورة الموالية للحكومة قبل سقوط صنعاء في أيدي المتمردين الحوثيين في سبتمبر 2014، كما كان ينشر أيضاً بعض مقالاته في صحيفتي الشارع والأولى قبل أن تضطرا إلى التوقف عن الصدور. وعلاوة على ذلك، كانت له مدونة خاصة به.
جدير بالذكر أن اليمن يقبع في المرتبة 170 (من أصل 180 بلداً) على التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي نشرته مراسلون بلا حدود العام الماضي.