متابعات - حمّلت قناة "بلقيس" عدد من الشخصيات في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة (جنوبي اليمن)، اليوم الأحد، مسؤولية التحريض على طاقمها، والاعتداء عليهم.
ونشر نشطاء على مواقع التواصل، تسجيلاً مرئياً لعدد من الشبان وهم يمنعون مراسل القناة من تغطية مسيرة اتجهت إلى قصر المعاشيق، وحاولوا الاعتداء على طاقم القناة.
وأكدت القناة التي تعمل من إسطنبول، بعد اقتحام مقرها في العاصمة صنعاء من قِبل الحوثيين، إنها تحتفظ بحق اللجوء إلى القضاء لمقاضاة المحرضين، من بينهم صحفيين ووسائل إعلامية أخرى "تمارس تحريض سافر، وتمارس التدليس وتزوير الحقائق، وهو ما قد ينعكس سلبا على أفراد طاقمها في الميدان".
ودعت في بيان لها "تلك الأصوات إلى وقف خطاب الكراهية وطالبت الجهات الامنية بالقيام بمسؤولياتها تجاه هذه الممارسات غير الاخلاقية وكذلك نقابة الصحفيين اليمنيين والاتحاد الدولي للصحفيين للوقوف امام هذه الحملة التحريضية".
وأشارت القناة إلى أنها منذ أكثر من عامين ونصف وهي تعمل على نقل الاخبار من محافظة عدن بكل مسؤولية ومهنية.
"نص البيان"
منذ اكثر من عامين ونصف، وقناة بلقيس تعمل على نقل الاخبار من محافظة عدن بكل مسؤولية ومهنية.
كانت بلقيس هي الصوت الوحيد الذي عمل في عدن منذ اجتياح المدينة من قبل مليشيا الحوثي والمخلوع، ورافقت المقاومة والجيش الوطني في كل مراحل المقاومة، وغطت كل الجرائم التي تعرض لها المدنيين في كل حارة وشارع، ووثقت القناة كل الخراب والدمار التي تعرضت له المدينة، ونقلت معاناة الشارع العدني، واوصلت اصوات الضحايا للعالم..
حين سكتت جميع الأصوات، كانت بلقيس صوت المواطن العدني، والمنبر المعبر عن معاناته واوجاعه..
لم تنحاز القناة سوى للضحايا، وكانت حاضرة في قلب الوجع ونقلت فرح الناس بالخلاص من وجود المليشيا، وكانت اول من نقل مظاهر فرح المواطنين بطرد المليشيا من المدينة، ولطالما وجد الناس انفسهم على شاشة القناة التي ارتبطت بالشارع العدني، وكانت جزء من الحراك الشعبي، وصوتا للبسطاء والحالمين والباحثين عن حق العيش والحياة الكريمة..
مئات التقارير الصحفية التي غطت كافة مجالات الحياة، وصور المعاناة والاحتجاجات والفعاليات السياسية، والاجتماعات الحكومية، ونشاط السلطة المحلية، ومئات الفوتشرات والقصص الانسانية وقصص النجاح والابداع.
عشرات الشخصيات الأدبية والفنية والسياسية والاكاديمية، كانوا ضيوفا على شاشة القناة عبر برامجها المختلفة والمتنوعة.
لم تمارس القناة يوما حجبا لاي معلومة، او تتجاهل اي نشاط شهدته المدينة.
وحين كانت مختلف القنوات والوسائل الاعلامية تمتنع عن نشر فعاليات الحراك الجنوبي، كانت قناة بلقيس هي القناة الوحيدة التي تنقل كافة الفعاليات وتغطيها في نشراتها الاخبارية وبرامجها، وتمنح قادة الحراك الجنوبي وغيرهم مساحة كبيرة للظهور في القناة والحديث عن فعالياتهم.
كانت القناة دوما وابدا مع أصحاب المظلوميات، ولطالما وقفت مع المتقاعدين العسكريين والمدنيين وغطت كافة فعالياتهم الاحتجاجية المطالبة بمستحقاتهم ومرتباتهم، ولم تتوانى القناة وطاقمها لحظة واحدة في تغطية كافة الاحداث الامنية، والعمليات الارهابية التي استهدفت المحافظة وافردت مساحات واسعة من خارطتها البرامجية لمناقشة تداعيات تلك الاحداث وحرصت على استضافة المسؤلين الامنيين والعسكريين من داخل عدن، وناقشت تلك المواضيع مع نخبة من المع الصحفيين والكتاب من داخل المحافظة، مع منحهم مساحة واسعة وسقف حرية لا متناهي، وبعيدا عن اي املاءات، ويمكن لعشرات الشخصيات التي شاركت في برامج القناة وتغطياتها الحديث عن ذلك.
تقوم القناة بكل هذا واكثر انطلاقا من قناعاتها باهمية ان تعمل وسائل الاعلام على نقل الاحداث كما هي، وعدم الخلط بين الخبر وبين الرأي، فالخبر مقدس.. ولعل حرصنا على البحث عن الخبر من مصدره وليس الاعتماد على الشائعات والتسريبات هو احد طرقنا في العمل الصحفي، وهو ما يجعلنا حريصين على الاتصال لصناع القرار والاطراف المعنية للتأكد من كل خبر قبل نشره، وهو ما يستطيع مسؤولي السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية وحتى قادة الوحدات الامنية والعسكرية تأكيده للجميع.
اكثر من عامان ونصف، كان طاقم قناة بلقيس محط ترحيب ومساندة من عموم المواطنين ومسؤلي كافة المؤسسات الخدمية والامنية، وطالما تلقينا اشادات بعمل الطاقم الشاب في عدن والذي يعمل في ظروف صعبة، جراء الاوضاع العامة التي تمر بها المحافظة وانقطاع التيار الكهربائي، وضعف خدمة الانترنت وغيرها، ونحن نعتز بكافة الزملاء العاملين في الميدان، والذين لم يتوقفوا لحظة واحدة عن العمل لنقل معاناة الناس في الشارع العدني ، وبإمكان الجميع متابعة ما يقوموا به من اعمال تخدم قضايا المجتمع بعيدا عن اي توظيف سياسي ..
اخيرا يؤسفنا الإشارة لارتفاع عدد من الاصوات المحرضة ضد القناة وطاقمها في مدينة عدن.. والمحزن ان تلك الاصوات هي لصحفيين ووسائل اعلامية اخرى تمارس تحريض سافر، وتمارس التدليس وتزوير الحقائق، وهو ما قد ينعكس سلبا على زملائنا في الميدان
نحن هنا نحمل اولئك النفر القليل المسؤلية الناجمة عن هذا التحريض ونحتفط بكل الكتابات التحرضية، ونؤكد احتفاظنا بحق اللجوء للجهات القضائية لملاحقتهم، وندعو لوقف خطاب الكراهية. ونطالب الجهات الامنية بالقيام بمسؤلياتها تجاه هذه الممارسات غير الاخلاقية، وندعو نقابة الصحفيين اليمنيين والاتحاد الدولي للصحفيين للوقوف امام هذه الحملة التحريضية ..