العربية نت- نشر "المرصد الدولي لحقوق الإنسان" تقريراً يتضمن لقاءات قام بها مع 4 من الصحافيين اليمنيين، المفرج عنهم في 15 أكتوبر الماضي والموجودين في القاهرة حاليا لتلقي العلاج، بعد اعتقالهم غير القانوني من قبل ميليشيا الحوثي.
وقد جرى تبادل الصحافيين المفرج عنهم من قبل خاطفيهم مقابل مقاتلين حوثيين أسرتهم قوات التحالف، في إطار صفقة تبادل أسرى تفاوضت عليها الأمم المتحدة بين الحوثيين والحكومة اليمنية الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي.
وكشف أحد الصحافيين المفرج عنهم، وهو هشام اليوسفي في تصريحات لـ"العربية.نت" تفاصيل ما جرى له، وأسباب احتجازه من جانب ميليشيا الحوثي، ومحاكمته، والاتهامات الموجهة له، والتعذيب الذي تعرض له.
وقال إنه أمضى في الاحتجاز لدى جماعة الحوثي 1955 يوما، تنقل خلالها بين أكثر من سجن، ثم دخوله في إضراب عن الطعام لعدم وجود أسباب تبرر حبسه.
وأضاف أنه كان يعمل في فضائية "النعيم" اليمنية، ويعد برنامجا متخصصا في التكنولوجيا، وعقب سيطرة الحوثي على البلاد، قامت الميليشا باقتحام كافة القنوات الفضائية ووسائل الإعلام وشركات الإنتاج، وألقت القبض على كافة العاملين بها من صحافيين ومعدين ومصورين، ولم تترك سوى من يتبعونه، وكانت هناك حملة شرسة يقودها ناشطون يتبعون الحوثي، للقبض على عدد من الصحافيين والإعلاميين المناهضين لهم، باعتبارهم مصادر التهديد الحقيقية بالنسبة لهم.
وأضاف أنه بعد ذلك تخصص في تغطية المعاناة الإنسانية التي عاشها سكان العاصمة جراء الإنقلاب، ومنها أزمات الغاز والطاقة ونقص الخدمات والنهب المنظم والإتاوات، وتعرض خلال عمله لمضايقات عدة، وإطلاق نار، وسمع بأذنيه من عناصر حوثية وهم يطلبون من أنصارهم إطلاق النار على ركبتيه وساقيه، خلال تغطيته لوقفة احتجاجية تندد بعمليات الاختطاف التي تمارسها الميليشيات.
وقال إنه ذهب رفقة زميل له يدعى أكرم الوليدي - محتجز حاليا في سجون الحوثي- لتصوير إحدى الوقفات الاحتجاجية، وبمجرد أن شاهد عناصر الميليشيات الكاميرا جن جنونهم، وأطلقوا النيران عليه، ولذلك فر هاربا لينجو من الموت المحقق، مضيفا أنه اعتقل بعد ذلك خلال وجوده في أحد الفنادق بتهمة نشر وبث فيديوهات على موقع "يمن يوتيوب" عن أزمات السكان ومعاناتهم الحياتية، وتم نشر تلك الفيديوهات، في بعض وسائل الإعلام العربية والدولية.
وكشف اليوسفي أن الحوثيين وجهوا له اتهامات ببث شائعات مثيرة ونشر أخبار كاذبة تهدف إلى إضعاف معنويات الجيش واللجان الشعبية ما يؤدي لإضعاف جبهة الدفاع الوطني، وإضعاف قدرات الدفاع عن الوطن وزعزعة أخلاق المواطنين، ونشر الرعب بين الناس، والإضرار بالوضع الراهن، مشيرا إلى أنه تعرض للتعذيب داخل السجن ما أدي لإصابته بعدة أمراض مزمنة منها روماتيزم في القلب، وارتجاع في الصمام، وهشاشة في العظام، وتآكل في غضاريف الركبتين، والتهابات في الصدر، ومنعه الأطباء من تناول عدد كبير من الأطعمة بسبب هشاشة العظام.
وقال إن المحكمة وبتعليمات من الحوثيين أدانته، وقضت بمعاقبته بالسجن، ومصادرة المضبوطات التي كانت بحوزته من معدات وكاميرات، وعند الإفراج عنه في إطار صفقة تبادل مقاتلين من الحوثي، تم إجباره على توقيع إقرارات بالبقاء تحت أعين السلطات، وإبلاغ الميليشيات بأرقام هواتفه وعناوين إقامته في حال تغييرها، وعدم العودة لمزاولة العمل الصحافي مجددا.
وقال إنه تعرض خلال وجوده في السجن للضرب بكعوب البنادق، والصعق الكهربائي في القدمين والساقين، والتهديد بإطلاق النار عليه خلال الاستجواب وإنزاله لغرفة ومخزن سلاح تحت الأرض، وكذلك غرفة أخرى تحت الأرض تسمى "الورشة " وتخويفه بنزع الأظافر فيها، والصعق والتعذيب النفسي، فضلا عن تجويعه لساعات طويلة وحرمانه من الطعام.
وقال إنه وفور خروجه من السجن قرر المجيء لمصر والإقامة فيها مع والدته للعلاج من الأمراض التي طالته خلال فترة وجوده في سجون الحوثي، متمنيا أن تنقضي تلك الأيام سريعا ويذهب الحوثيون إلى غير رجعة، ويعود اليمن إلى ما كان عليه قبل احتلاله من جانب الميليشيات.