الخطاب الشعري على فيسبوك.. كتاب يدرس اتخاذ الفيسبوك وسيطاً لتداول الشعر

سعى كتاب "الخطاب الشعري على فيسبوك: مقاربة لسانية رقمية في نماذج مختارة من الشعراء اليمنيين" الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، إلى دراسة أثر اتخاذ الفيسبوك وسيطاً لتداول الشعر في بنية هذا الشعر، وقراءته والاستجابة له.

تضمن الكتاب الذي جاء في 254 صفحة ستة فصول؛ الأول استعرض الباحث خلاله مقاربة نظرية وخلفية تاريخية، والفصل الثاني المستوى التركيبي للخطاب الشعري الفيسبوكي، في حين ناقش الفصل الثالث المستوى الدلالي للخطاب الشعري الفيسبوكي.

وفي الفصل الرابع ناقش الباحث المستوى التداولي للخطاب الشرعي الفيسبوكي، والفصل الخامس تطرق إلى؛ المستوى البلاغي والفني للخطاب الشرعي والفيسبوكي، في حين ناقش الفصل السادس المستوى الرقمي للخطاب الشعري الفيسبوكي.

ويقف الكتاب على صفحات مجموعة من الشعراء اليمنيين الشباب، متخذا من منشوراتهم الشعرية على حساباتهم الشخصية حقلا للتطبيق من العام 2011 وحتى عام 2020، وكان المعيار الأول لاختيارهم أنهم شعراء يمنيون شباب ظهروا مع مطلع الألفية تزامنا مع ظهور الفيسبوك، والسبب في حصر الدراسة على شعراء اليمن، لأن السياقات الاجتماعية والسياسية لإنتاج النصوص بوصفها خطابا بادية أكثر للباحث اليمني المعايش لها، وأما المعيار الاختياري هؤلاء الشعراء من بين شعراء يمنيين كثر، فلأن لهم متابعين كثرا، والأهم أنهم يمثلون مدارس شعرية مختلفة (العمودي /والتفعيلة/والنثر).

طور المؤلف الدكتور عبدالعزيز الزراعي، منهجية خاصة لفحص هذا الاثر، ألف فيها بين اجراءات تحليل متنوعة مأخوذة من حقوق اللسانيات والسيميائيات، ودراسات الشعرية، وتحليل الخطاب، وبلاغة الجمهور وغيرها، وتمكن المؤلف من تشييد منهجية تتسم بالتماسك والفعالية موظفاً إطاراً تحليلياً يتوقع أن يكون ملهماً للباحثين في هذا المجال.

ويشير الباحث الدكتور عبد العزيز الزراعي، إلى أن الجهات التي تفيد من الكتاب هم الشعراء فى المقام الأول، والنقاد المهتمون بالنقد الرقمي التفاعلى والباحثون اللسانيون المهتمون بتحولات قواعد كتابة الجملة العربية، وطرق حوسبتها والدلالات المعجمية الطارئة على مفرداتها بفعل تأثير الفضاء الرقمي.

من جانبه يقول استاذ البلاغة وتحليل الخطاب بجامعة قطر، أ. د. عماد عبداللطيف: "في الحققة فانني اتوقع ان يكون هذا الكتاب موجهاً لكثير من الدراسات بعد، بفضل جدّة موضوعه، وراهنيته، علاوة على ذلك يكشف الكتاب عن تمكن الباحث من الاسس النظرية لبحثه على نحو ما يتدبى في إحاطته بالابعاد النظرية المتنوعة للبحث، ودقة استعماله للمصطلحات وصياغة للمفاهيم، والمامه بالادبيات ذات الصلة بموضوع بحثه".

ويلفت الكتاب إلى متغير جذري يقدم قيمة مضافة للأدب الرقمي أورده الباحث على مستوى الأدائية اللفوية في تقاطعاتها مع الرقمية، ومنها قضايا مثل؛ (المركب الرقمي) وقضايا الخطاب الجديد، والإستعارة الرقمية، والمستوى الرقمي للخطاب الشعري الفيسبوكي، وهي مناطق القيمة في دراسات الرقمية الأدبية، ويمكن تثوير هذه المداخل لتشكل انطلاقات بحثية جديدة، هي روح العمل الرقمي ونتيجته المنتظرة.

من خلال الكتاب بالامكان التماهي مع العصر وتحليل متغيراته الأدبية والنصية وقراءة خطابه من الداخل وأبعاد تأثيره على المجتمع، والاسهام بالتالي في مقاربة هذه التحولات، وتلك جهود ستبقى علامة خالدة على عصرها وتحولاته".